قال ابن صدر الدين في ( ( الفوائد الخاقانية ) ) : وهو علم بالفضائل وكيفية اقتنائها لتتحلى النفس بها وبالرذائل وكيفية توقيها لتتخلى عنها .
فموضوعه : الأخلاق والملكات والنفس الناطقة من حيث الاتصاف بها وهاهنا شبهة قوية وهي أن الفائدة في هذا العلم إنما تتحقق إذا كانت الأخلاق قابلة للتبديل والتغيير والظاهر خلافه كما يدل عليه قوله - A - : ( ( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام ) ) .
وروي عنه - A - أيضا : ( ( إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا أو إذا ( 2 / 33 ) سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا فإنه سيعود إلى ما جبل عليه ) ) وقوله D ( ( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) ) ناظر إليه أيضا .
وأيضا الأخلاق تابعة للمزاج والمزاج غير قابل للتبديل بحيث يخرج عن عرضه .
وأيضا السيرة تقابل الصورة وهي لا تتغير .
والجواب : إن الخلق ملكة تصدر بها عن النفس أفعال بسهولة من غير فكر وروية