والثاني : في تعدد العلوم وضمنه ثلاثة أقسام : إلهية واعتقادية وعملية .
وجعل علم الأخلاق ثمرة كل العلوم وتوفي سنة سبع وستين وتسعمائة .
ثم إن ابنه الشيخ كمال الدين محمد نقله إلى التركية ببعض إلحاقات وتصرفات في مجلد كبير وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وألف .
وللأرنيقي تلميذ قاضي زاده محمود الرومي شارح الجغميني كتاب سماه ( ( مدينة العلوم ) ) ورتبه على مقدمة وطرفين وخاتمة .
قال في المقدمة : إن للأشياء وجود في الكتابة والعبارة والأذهان والأعيان وكل سابق منها على اللاحق .
ثم العلم المتعلق بالثلث الأول آلي والعلم المتعلق بالأخير : إما عملي لا يقصد به حصول نفسه بل حصول غيره .
أو نظري يقصد به حصول نفسه فقط .
ثم كل منها : إما أن يبحث فيه من أنه مأخوذ من الشرع فهو العلم الشرعي .
أو من حيث أنه مقتضى العقل فقط فهو العلم الحكمي فهذه هي الأصول السبعة ولكل منها أنواع ولأنواعها فروع وإن كان لا ينحصر .
قال بعض الفضلاء : علم التفسير لا يتم إلا بأربع وعشرين علما وعد الإمام الشافعي في مجلس الرشيد ثلاثا وستين نوعا من علوم القرآن . ( 2 / 7 ) .
وقال بعض العلماء : العلوم المستخرجة من القرآن ثمانون علما ودون فيها كتب .
وقيل : إن العلوم الحكمية تتضمن خمسة عشر فنا إلا أن فروعها أكثر من خمسين ثم قال : والمختار عندي أن عدد العلوم أكثر من أن يضبطه القلم .
وعن الإمام الغزالي عن بعضهم : إن القرآن يحتوي سبعا وسبعين ألف علم ومئتي علم كذا ذكره في الباب الرابع من كتاب آداب التلاوة من أحياء العلوم .
ونقل السيوطي عن القاضي أبي بكر بن العربي أنه ذكر في ( ( قانون التأويل ) ) : إن علوم القرآن خمسون علما وأربعمائة علم وسبعة آلاف علم وسبعون ألف علم على عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة إذ لكل كلمة ظهر وبطن وحد ومطلع .
ونقل عن الغزالي أيضا : إن من العلوم ما استأثر الله به ولم يطلع أحدا عليه .
ومنها : ما يعرفه الملائكة دون البشر .
ومنها : ما يعرفه الأنبياء دون من عداهم .
ومنها : ما تصورته الأذهان ولم يدون في الكتاب .
ومنها : ما دون ثم ضاعت كتبها وانطمست آثارها وانقطعت أخبارها انتهى