وأما أثر ابن عباس الذي أشار إليه فهو من رواية الحاكم في المستدرك عن طريق شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس - Bه - في تفسير قوله تعالى : ( ومن الأرض مثلهن ) قال : سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى وهذه الألفاظ : فيها تقديم وتأخير في بعض الطرق .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد .
قال البدر الشبلي في ( آكام المرجان في أحكام الجان ) : قال شيخنا الذهبي : إسناده حسن ورواه الحاكم أيضا عن طريق عمرو بن مرة عن أبي الضحى بلفظ : ( في كل أرض نحو إبراهيم ) .
وقال : هذا حديث على شرط البخاري ومسلم ووافقه الذهبي في كونه على شرطهما وزاد رجاله : ( أئمة ) حكاه تلميذ بدر ( 1 / 441 ) الدين الحنفي في ( الآكام ) ورواه أيضا البيهقي في ( شعب الإيمان ) و ( كتاب الأسماء والصفات ) له وقال : إسناده صحيح ولكن شاذ بمرة ولا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا .
قال السيوطي في ( الحاوي ) : وهذا الكلام من البيهقي في غاية الحسن فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما تقرر في علوم الحديث لاحتمال أن يصح الإسناد ويكون في المتن شذوذ وعلة تمنع صحته وإذا تبين ضعف الحديث أغنى ذلك عن التأويل لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الأحاديث الضعيفة ويمكن أن يؤول على أن المراد بهم : النذر الذين كانوا يبلغون الجن عن أنبياء البشر ولا يبعد أن يسمى كل منهم باسم النبي الذي بلغ عنه - والله سبحانه وتعالى أعلم - . انتهى