( الفن الثاني من المقالة الثانية ) .
من كتاب الفهرست في أخبار العلماء ويحتوي هذا الفن على أخبار النحويين واللغويين الكوفيين قال محمد بن إسحاق انما قدمنا البصريين أولا لأن علم العربية عنهم أخذ ولأن البصرة أقدم بناء من الكوفة .
( أخبار الرؤاسي قرأت بخط أبي الطيب أخي الشافعي قال اسم الرؤاسي محمد بن أبي سارة ويكنى أبا جعفر وسمي الرؤاسي لكبر رأسه وكان ينزل النيل فسمي النيلي وهو أول من وضع من الكوفيين كتابا في النحو قال ثعلب كان الرؤاسي أستاذ الكسائي والفراء وقال الفراء لما خرج الكسائي إلى بغداد قال لي الرؤاسي قد خرج الكسائي وأنت أسن منه فجئت إلى بغداد فرأيت الكسائي فسألته عن مسائل من مسائل الرؤاسي فأجابني بخلاف ما عندي فغمزت قوما من علماء الكوفيين كانوا معي فقال مالك قد أنكرت لعلك من أهل الكوفة فقلت نعم فقال الرؤاسي يقول كذا وكذا وليس صوابا وسمعت العرب تقول كذا وكذا حتى اتي على مسائلي فلزمته وكان الرؤاسي رجلا صالحا وقال الرؤاسي بعث إلى الخليل بطلب كتابي فبعثت به اليه فقرأه ووضع كتابه قال وفي كتاب سيبويه قال الكوفي يعني الرؤاسي قال بن درستويه زعم ثعلب أن أول من وضع من النحويين الكوفيين في النحو كتاب الرؤاسي وتوفي وله من الكتب كتاب الفيصل رواه جماعة كتاب التصغير كتاب معاني القرآن يروى الى اليوم كتاب الوقف والابتداء الكبير كتاب الوقف والابتداء الصغير ) .
أخبار معاذ الهرا من خط أبي الطيب أخي الشافعي معاذ الهرا عن الرؤاسي وهو أبو مسلم معاذ الهرا وقيل يكنى أبا علي من موالي محمد بن كعب القرظي وكان أبوه كناه بابي مسلم ثم ولد له ولد فسماه عليا فكني به وكان معاذ صديقا للكميت فأشار عليه بالخروج من عمل خالد القسري وقال هو شديد العصبية على المضرية فلم يقبل منه فلما قبض خالد على الكميت وحبسه اغتم لذلك معاذ فقال ... نصحتك والنصيحة إن تعدت ... هوى المنصوح عز لها القبول ... ... فخالفت الذي لك فيه رشد ... فغالت دون ما أملت غول ... ... وعاد خلاف ما تهوى خلافا ... له عرض من البلوى وطول ... فبلغ الكميت قوله فكتب اليه ... أراك كمهدي الماء للبحر حاملا ... إلى الرمل من يبرين متجرا رملا ... وعاش معاذ الهرا إلى أيام البرامكة وولد في أيام يزيد بن عبد الملك ومات في السنة التي نكبت فيها البرامكة سنة سبع وثمانين ومائة وكان له أولاد وأولاد أولاد فماتوا كلهم وهو باق ولا كتاب له يعرف