@ 427 @ | الباقي أبدا على حاله الذي كنتم تنكرونه . ويجوز أن يكون قوله : ! 2 < لترون الجحيم > 2 ! ، | سادا مسد جواب لولا أن القسم والشرط إذا اجتمعا اتحد جوابهما معنى وخص بالقسم | لفظا سادا مسد جواب الشرط كقوله : ! 2 < وإن أطعتموهم إنكم لمشركون > 2 ! [ الأنعام ، الآية : 121 ] | أي : والله لو علمتم علم اليقين ووصلتم إلى مرتبته لرأيتم نار جحيم الطبيعة المخصوصة | بالمحجوبين بهذه الرذائل من الانغماس في الشهوات واللذات الوهمية والخيالية | والكمالات الحسية والبدنية التي غرزتم رؤوسكم فيها وتهالكتم عليها فانتهيتم عنها | الانتهاء البالغ ثم ما وقفتم على مرتبة العلم اليقيني لوجدانكم ذوقه ومعرفتكم لذته وبقاءه | وحسنه وشرفه وبهاءه وبقاء تبعة ما أنتم الآن فيه وفنائه وقبحه وخسته ووباله ، فترقيتم | إلى رتبة العيان والمشاهدة ، فعاينتم الحقائق على ما هي عليه من الأنوار القدسية | والصفات الإلهية فشاهدتم بنور العيان حقيقة الجحيم ووبال هذه اللذات وما لها من آلام | الهيئات وعذاب النيران والحرمان . ^ ( ثم لتسلئن يومئذ عن النعيم ) ^ أي شيء هو ، أهذا | الذي أنتم الآن فيه من النعيم الأخروي أم ذاك النعيم الدنيوي ؟ أو لو تعلمون العلم | اليقيني أيها المحجوبون بهذه الزخارف والخرافات لترون الجحيم من شدة الشوق | واستيلاء نار العشق ، ثم لترقون بذلك الشوق إلى رتبة عين اليقين والمشاهدة فترون | حقيقة نار العشق عيانا ، ثم لتسئلن بعد هذا الذوق عن النعيم الذي هو حق اليقين ما | هو ، أي : ثم لتجدن ذوق الوصول وأثر مرتبة حق اليقين فيمكنكم الإخبار عنها ، والله | تعالى أعلم . |