@ 105 @ | والأشخاص والأحوال كلها ، فيعلم المستحق للشفاعة ، وغير المستحق لها ^ ( ولا | يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) ^ أي : بما اقتضت مشيئته أن يعلمهم ، فعلم كل | ذي علم شيء من علمه ظهر على ذلك المظهر ، كما قالت الملائكة : ! 2 < لا علم لنا إلا ما علمتنا > 2 ! [ البقرة ، الآية : 32 ] . | | ! 2 < وسع كرسيه السماوات والأرض > 2 ! أي : علمه ، إذ الكرسي مكان العلم الذي | هو القلب . كما قال أبو يزيد البسطامي رحمة الله عليه : لو وقع العالم وما فيه ألف | ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحس به لغاية سعته . ولهذا قال الحسن : | كرسيه : عرشه ، مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم : ' قلب المؤمن من عرش الله ' . والكرسي | في اللغة : عرش صغير لا يفضل عن مقعد القاعد ، شبه القلب به تصويراً وتخييلاً | لعظمته وسعته . وأما العرش المجيد الأكبر فهو الروح الأول وصورتهما ومثالهما في | الشاهد الفلك الأعظم ، والثامن المحيط بالسماوات السبع وما فيهن ^ ( ولا يؤده ) ^ أي : | ولا يثقله ! 2 < حفظهما > 2 ! لأنهما غير موجودين بدونه ليثقله حملهما ، بل العالم المعنوي | كله باطنه والصوري ظاهره ، فلا وجود لهما إلا به وليسا غيره . ! 2 < وهو العلي > 2 ! الشأن | الذي لا يعلوه شيء وهو يعلو كل شيء ، ويقهره بالفناء ! 2 < العظيم > 2 ! الذي لا يتصور كنه | عظمته ، وكل عظمة تتصور لشيء فهي رشحة من عظمته ، وكل عظيم فبنصيب من | عظمته وحصة منها عظيمة . فالعظمة مطلقاً له دون غيره ، بل كلها له ، ليس لغيره فيها | نصيب . وهي أعظم آية في القرآن لعظم مدلولها . | | تفسير سورة البقرة من آية 256 إلى آية 258 | | ! 2 < لا إكراه في الدين > 2 ! لأن الدين في الحقيقة هو الهدى المستفاد من النور | القلبي ، اللازم للفطرة الإنسانية ، المستلزم للإيمان اليقيني . كما قال تعالى : ^ ( فأقم | وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين | القيم ) ^ [ الروم ، الآية : 30 ] ، والإسلام الذي هو ظاهر الدين مبتن عليه وهو أمر لا مدخل |