@ 349 @ | إلى الآية 25 ] | | ! 2 < كلا > 2 ! ردع عن تمني الافتداء والإنجاء فإنه بهيئة أجرامه استحق عذابه وبمناسبة | نفسه للجحيم انجر إليها . | | ألا ترى إلى قوله : ! 2 < تدعو من أدبر وتولى > 2 ! فإن لظى نار الطبيعة السفلية ما | استدعت إلا المدبر عن الحق المعرض عن جناب القدس وعالم النور المقبل بوجهه إلى | معدن الظلمة المؤثر بمحبته الجواهر الفاسقة السفلية المظلمة فانجذب بطبعه إلى مواد النيران | الطبيعية واستدعته وجذبته إلى نفسها للجنسية فاحترق بنارها الروحانية المستولية | على الأفئدة ، فكيف يمكن الإنجاء منها وقد طلبها بداعي الطبع ودعاها بلسان | الاستعداد . | | ! 2 < إن الإنسان خلق هلوعا > 2 ! أي : النفس بطبعها معدن الشر ومأوى الرجس لكونها | من عالم الظلمات ، فمن مال إليها بقلبه واستولى عليه مقتضى جبلته وخلقته ناسب | الأمور السفلية واتصف بالرذائل التي أردؤها الجبن والبخل المشار إليهما بقوله : ! 2 < إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا > 2 ! لمحبته البدن وما يلائمه وتسببه لشهواته | ولذاته وإنما كانت أردأ لجذبهما القلب إلى أسفل مراتب الوجود ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ' شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع ' . | | ! 2 < إلا المصلين > 2 ! أي الإنسان بمقتضى خلقته وطبيعة نفسه معدن الرذائل إلا الذين | جاهدوا في الله حق جهاده وتجردوا عن ملابس النفس وتنزهوا عن صفاتها من الواصلين | الذين هم أهل الشهود الذاتي ! 2 < الذين هم على صلاتهم دائمون > 2 ! فإن المشاهدة صلاة | الروح ، غابوا في دوام مشاهدتهم عن النفس وصفاتها وعن كل ما سوى مشهودهم . | | والمجردين الذين تجردوا عن أموالهم الصورية والمعنوية من العلوم النافعة | والحقيقية وفرقوها على المستحق المستعد الطالب وعلى القاصر الممنو بالشواغل عن | الطلب . | .
تفسير سورة المعارج من [ آية 26 |