@ 338 @ | جهنم ) ^ أي : العالم السفلي الغاسق المضاد بطبعه لعالم النور ^ ( وبئس المصير ) ^ ذلك | المهوى المظلم المهين المحرق ^ ( إذا ألقوا فيها سمعوا ) ^ لأهلها الأصوات المنكرة | المنافية لأصوات الأناسي والروحانيين أو لأنفسهم فإنهم يصطرخون فيها بأصوات | الحيوانات القبيحة المنظر المنكرة الصوت ^ ( وهي تفور ) ^ تغلي عليهم وتستولي وتعلو . | | ^ ( تكاد تميز من الغيظ ) ^ أي : تتفارق أجزاؤها من شدة غلبة التضاد عليها وشدة | مضادتها لجواهر النفوس . ولعمري إن شدة منافرة الطباع بعضها بعضا تستلزم شدة | العداوة والبغض المقتضية لشدة الغيظ والحنق ، فتلك المهواة لشدة منافاتها بالطبع لعالم | النور والجوهر المجرد وأصل فطرة النفس يشتد غيظها عليها وتحرقها بنار غضبها أعاذنا | الله من ذلك . | | والخزنة هم النفوس الأرضية والسماوية الموكلة بعالم الطبيعة السفلية وسؤالهم | اعتراضهم ومنعهم إياها عن النفوذ من الجحيم بحجة تكذيب الرسل ومنافاة عقائدها لما | جاءت به ومعاندتها إياهم وعدم معرفتها بالله وكلامه وصممها عن الحق وانتفاء سماعها | وعدم عقلها عن الله معارفه وآياته ودلائل توحيده وبيناته فإنهم لو سمعوا وعقلوا لعرفوا | الحق وأطاعوا فنجوا وخلصوا إلى عالم النور وجوار الحق فما كانوا في أصحاب | السعير . | | ^ ( إن الذين يخشون ربهم ) ^ بتصور عظمته غائبين عن الشهود الصفاتي في مقام | النفس بتصديق الاعتقاد ^ ( لهم مغفرة ) ^ من صفات النفس ^ ( وأجر كبير ) ^ من أنوار القلب | وجنة الصفات أو الذين يخشون ربهم بمطالعة صفات العظمة في مقام القلب غائبين عن | الشهود الذاتي لهم مغفرة من صفات القلب وأجر كبير من أنوار الروح وجنة الذات ^ ( إنه | عليم بذات الصدور ) ^ لكون تلك السرائر عين علمه ، فكيف لا يعلم ضمائرها من خلقها | وسواها وجعلها مرائي أسراره ^ ( وهو اللطيف ) ^ الباطن علمه فيها ، النافذ في عيوبها | ^ ( الخبير ) ^ بما ظهر من أحوالها ، أي : المحيط ببواطن ما خلق وظواهره بل هو هو | بالحقيقة باطنا وظاهرا لا فرق إلا بالوجوب والإمكان والإطلاق والتقييد واحتجاب الهوية | بالهذية والحقيقة بالشخصية . | .
تفسير سورة الملك من [ آية 15 - 19 ] | | ^ ( هو الذي جعل لكم ) ^ أرض النفس ^ ( ذلولا فامشوا ) ^ بأقدام الفطرة في أعالي |