@ 336 @ | $ سورة الملك $ | | بسم الله الرحمن الرحيم | .
تفسير سورة الملك من [ آية 1 - 2 ] | | ! 2 < تبارك الذي بيده الملك > 2 ! الملك عالم الأجسام كما أن الملكوت عالم النفوس ، | ولذلك وصف ذاته باعتبار تصريفه عالم الملك بحسب مشيئته بالتبارك الذي هو غاية | العظمة ونهاية الازدياد في العلو والبركة ، وباعتبار تسخيره عالم الملكوت بمقتضى إرادته | بالتسبيح الذي هو التنزيه كقوله : ^ ( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ) ^ [ يس ، الآية : 83 ] | كلا بما يناسبه ، لأن العظمة والازدياد والبركة تناسب الأجسام ، والتنزه يناسب | المجردات عن المادة . فمعنى تبارك : تعالى وتعاظم الذي يتصرف في عالم الملك بيد | قدرته ، لا يتصرف فيه غيره ، فبيده كل ما وجد من الأجسام لا بيد غيره يصرفها كما | يشاء ! 2 < وهو > 2 ! القادر على كل ما عدم من الممكنات يوجدها على ما يشاء ، فإن قرينة | القدرة تخص الشيء بالممكن إذ تعلل القدرة به فيقال : إنه مقدوره لأنه ممكن . | | ! 2 < الذي خلق الموت والحياة > 2 ! الموت والحياة من باب العدم والملكة ، فإن الحياة | هي الإحساس والحركة والإرادية ولو اضطرارية كالتنفس والموت عدم ذلك عما من شأنه | أن يكون له وعدم الملكة ليس عدما محضا بل فيه شائبة الوجود وإلا لم يعتبر فيه المحل | القابل للأمر الوجودي فلذلك صح تعلق الخلق به كتعلقه بالحياة وجعل الغرض من | خلقهما بلاء الإنسان في حسن العمل وقبحه ، أي : العلم التابع للمعلوم الذي يترتب | عليه الجزاء وهو العلم الذي يظهر على المظاهر الإنسانية بعد وقوع المعلوم ، فإنه ليس | إلا علم الله الكامن في الغيب الظاهر بظهور المعلوم لأن الحياة هي التي يتمكن بها على | الأعمال والموت هو الداعي إلى حسن العمل الباعث عليه وبه يظهر آثار الأعمال كما أن | الحياة يظهر بها أصولها وبهما تتفاضل النفوس في الدرجات وتتفاوت في الهلاك | والنجاة . وقدم الموت على الحياة لأن الموت في عالم الملك ذاتي والحياة عرضية . | | ! 2 < وهو العزيز > 2 ! الغالب الذي يقهر من أساء العمل ! 2 < الغفور > 2 ! الذي يستر بنور | صفاته من أحسن . |