@ 99 @ | ! 2 < من قبلكم مستهم > 2 ! بأساء الترك والتجريد والفقر والافتقار ، وضراء المجاهدة والرياضة وكسر النفس بالعبادة ! 2 < وزلزلوا > 2 ! بدواعي الشوق والمحبة عن مقار نفوسهم ليظهروا ما في استعدادهم بالقوة ! 2 < حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله > 2 ! أي : حتى تضجروا من طول مدة الحجاب ، وكثرة الجهاد من الفراق ، وعيل صبرهم عن مشاهدة الجمال ، وذوق الوصال ، وطلبوا نصر الله بالتجلي على قمع صفات النفوس مع قوة مصابرتهم ، وحسن تحملهم ، لما يفعل المحبوب ويريد بهم من ابتلائهم بالهجران ، وإذاقتهم الفرقة لاشتداد قوة المحبة ، فكيف بغيرهم ؟ فأجبيوا إذا بلغ جهدهم ونفذت طاقتهم وقيل لهم ! 2 < ألا إن نصر الله قريب > 2 ! أي : رفع الحجاب وظهرت آثار الجمال . | ^ ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون . | | ( كتب عليكم ) قتال النفس والشيطان وهو مكروه لكم أمر من طعم العلقم ، وأشد من ضغم الضيغم ^ ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) ^ لاحتجابكم بهوى النفس وحب اللذة العاجلة عما في ضمنه من الخير الكثير ، واللذة العظيمة الروحانية التي تستحقر تلك الشدة السريعة ، الانقضاء بالقياس إلى ذلك الخير الباقي ، واللذة السرمدية وكذا عكسه ^ ( والله يعلم ) ^ ما في الأمور من الخير والشر ^ ( وأنتم لا تعلمون ) ^ ذلك لاحتجابكم بالعاجل عن الآجل ، وبالظاهر عن الباطن . | | تفسير سورة البقرة من آية 217 إلى آية 245 |