@ 327 @ | إلى الآية 13 ] | | ! 2 < ذلك يوم التغابن > 2 ! أي : ليس التغابن في الأمور الدنيوية فإنها أمور فانية سريعة | الزوال ، ضرورية الفناء ، لا يبقى شيء منها لأحد ، فإن فات شيء من ذلك أو أفاته أحد | ولو كان حياته فإنما فات أو أفيت ما لزم فوته ضرورة فلا غبن ولا حيف حقيقة وإنما | الغبن والتغابن في إفاتة شيء لو لم يفته لبقي دائما وانتفع به صاحبه سرمدا وهو النور | الكمالي والاستعدادي فتظهر الحسرة والتغابن هناك في إضاعة الربح ورأس المال في | تجارة الفوز والنجاة كما قال : ! 2 < فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين > 2 ! [ البقرة ، الآية : 16 ] | فمن أضاع استعداده ونور فطرته كان مغبونا مطلقا كمن أخذ نوره وبقي في الظلمة ، ومن | بقي نور فطرته ولم يكتسب الكمال اللائق به الذي يقتضيه استعداده أو اكتسب منه شيئا | ولم يبلغ غايته كان مغبونا بالنسبة إلى الكامل التام فكأنما ظفر ذلك الكامل بمقامه ومرامه | وبقي هذا متحيرا في نقصانه ! 2 < ومن يؤمن بالله > 2 ! بحسب نور استعداده ! 2 < ويعمل صالحا > 2 ! | بمقتضى إيمانه فإن العمل إنما يكون بقدر النظر ! 2 < يكفر عنه سيئاته > 2 ! التي اتقى الله فيها | بعمله ! 2 < ويدخله جنات > 2 ! على حسب درجات أعماله ، فإن آمن تقليدا واجتنب المعاصي | وعمل بالطاعات يكفر عنه سيئات ذنوبه ويدخله جنات النفس على حسب درجات عمله | وتقواه ، وإن آمن تحقيقا واجتنب صفاته وعمل بالسلوك في صفات الله ومرضاته يكفر | عنه سيئات صفات نفسه ويدخله جنات القلب على قدر مراتبه في الأعمال والمقامات ، | وإن آمن ايمانا عينيا وعمل بالمشاهدة واتقى الله في وجوده يدخله جنات الروح بتكفير | سيئات وجود قلبه وصفاته ، وإن آمن إيمانا حقيقيا واتقى في آنيته ورؤية فنائه يكفر عنه | سيئات بقيته وتلوينه بظهور أنائيته ويدخله جنات الذات . | | ! 2 < والذين كفروا > 2 ! حجبوا في مقابلة المؤمنين ومراتبهم ! 2 < أولئك أصحاب > 2 ! نار | الطبقة التي حجبوا بها معذبين . | | ! 2 < ما أصاب من مصيبة > 2 ! من هذه المصائب الحاجبة وغيرها ! 2 < إلا بإذن الله > 2 ! أي : | بتقديره ومشيئته على مقتضى حكمته ! 2 < ومن يؤمن بالله > 2 ! أحد الإيمانات المذكورة ! 2 < يهد قلبه > 2 ! إلى العمل بمقتضى إيمانه حتى يجد كمال مطلوبه الذي آمن به ويصل إلى محل | نظره ^ ( والله بكل شيء عليم ) ^ فيعلم مراتب إيمانكم وسرائر قلوبكم وأحوال أعمالكم | وآفاتها وخلوصها من الآفات . | | ! 2 < وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول > 2 ! على حسب معرفتكم بالله وبالرسول فإن أكثر |