@ 307 @ | والتجرد عن الخارجيات من الأسباب والأموال وقطع التعلقات المسمى بالترك ثم محو | الآثار والهيئات الباقية منها في النفس المسمى بالتجريد عندهم ثم قطع النظر عن أفعاله | وصفاته والترقي إلى مقام الروح في الأول وإلى مقام القلب في الثاني حتى يصفو له مقام | التناجي الروحي مع النبي في الأسرار الإلهية والمسارة القلبية في الأمور الكشفية . ولهذا | قال ابن عمر رضي الله عنه : ' كان لعلي عليه السلام ثلاث لو كانت لي واحدة منهن | كانت أحب إلى من حمر النعم : تزويجه فاطمة وإعطاؤه الراية يوم خيبر وآية النجوى ' . | وأما الثالث فيجب فيه تقديم الخيرات ببذل الأموال شكرا لتلك النعمة حتى تبقى وتزيد . | | ! 2 < فإن لم تجدوا > 2 ! في الأولين للتخلف عن المقامين بالوقوف مع النفس ، وفي | الثالث لشح النفس والفقر ! 2 < فإن الله غفور > 2 ! للصفات النفسانية بأنوار صفاته ! 2 < رحيم > 2 ! | بإفاضة أنوار التجليات والمشاهدات والمعارف والمكاشفات الموجبة لوجدان تلك | الصدقة في الأولين أو ! 2 < غفور > 2 ! لرذيلة الشح وكربة الفقر ، ! 2 < رحيم > 2 ! بالتوفيق لاكتساب | الفضيلة وتيسيرها وإعطاء المال في الثالث وكذا الإشفاق والتوبة إنما يكونان لما ذكر . | ثم أمر بما يزيل التخلف المذكور ورذيلة الشح وشدة الفقر إذ بصلاة الحضور والمراقبة | في مقام القلب يحصل الأول ، وبزكاة الترك والتجريد يحصل الثاني ، وبطاعة الله ورسوله | في الأعمال الخيرية يحصل الثالث لأن الخير عادة ، وببركة الطاعة ينتفي الفقر لحصول | الاستغناء بالله قال الله تعالى : ' من أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه ' . | .
تفسير سورة المجادلة من [ آية 14 - 22 ] | | ! 2 < ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم > 2 ! لأن | الموالاة لا تكون ثابتة حقيقة إلا مع الجنسية والمناسبة ، فإن كانت وجب إزالتها وإلا | وجب الاحتراز من سرايتها بالصحبة والموالاة وإنما تمكن الموالاة مع عدمها إذا كانت |