@ 286 @ | نور الوجود المطلق على ماهيات الأجساد الظاهرة وغروبه فيها باحتجابه بماهياتها وتعينها | به فله في ربوبيته لكل موجود شروق بإيجاده بنور الوجود وظهوره به وغروب باختفائه | فيه وتستره به يربه بهما . | .
تفسير سورة الرحمن من [ آية 19 - 32 ] | | ! 2 < مرج البحرين > 2 ! بحر الهيولى الجسمانية الذي هو الملح الأجاج وبحر الروح | المجرد الذي هو العذاب الفرات ! 2 < يلتقيان > 2 ! في الوجود الإنساني ! 2 < بينهما برزخ > 2 ! هو | النفس الحيوانية التي ليست في صفاء الأرواح المجردة ولطافتها ولا في كدورة الأجساد | الهيولانية وكثافتها ! 2 < لا يبغيان > 2 ! لا يتجاوز حدهما حده فيغلب على الآخر بخاصيته فلا | الروح يجرد البدن ويمزج به ويجعله من جنسه ولا البدن يجمد الروح ويجعله ماديا ، | سبحان خالق الخلق القادر على ما يشاء . | | ! 2 < يخرج منهما > 2 ! بتركيبهما والتقائهما لؤلؤ العلوم الكلية ومرجان العلوم الجزئية ، | أي : لؤلؤ الحقائق والمعارف ومرجان العلوم النافعة كالأخلاق والشرائع . | | ! 2 < وله الجوار > 2 ! أي : أوضاع الشريعة ومقامات الطريقة التي يركبها السالكون ، | السائرون إلى الله في لجة هذا البحر المريح ، فينجون ويعبرون إلى المقصد . وتشبيهها | بالأعلام إشارة إلى شهرتها وكونها معروفة كما تسمى شعائر الله ومعالم الدين . | ! 2 < المنشآت > 2 ! أي : المرفوعات الشرع وشرعها الأشواق والإدارات التي تجري عند | ارتفاعها وتعلقها بالعالم العلوي بقوة رياح النفحات الإلهية سفينة الشريعة والطريقة | براكبها إلى مقصد الكمال الحقيقي الذي هو الفناء في الله ، ولهذا قال عقيبه : ! 2 < كل من عليها فان > 2 ! أي : كل من على الجواري السائرة واصل إلى الحق بالفناء فيه ، أو كل من | على أرض الجسد من الأعيان المفصلة كالروح والعقل والقلب والنفس ومنازلها | ومقاماتها ومراتبها ، فان عند الوصول إلى المقصود ! 2 < ويبقى وجه ربك > 2 ! الباقي بعد فناء | الخلق ، أي : ذاته مع جميع صفاته ! 2 < ذو الجلال > 2 ! أي : العظمة والعلو بالاحتجاب | بالحجب النورانية والظلمانية والظهور بصفة القهر والسلطنة ! 2 < والإكرام > 2 ! بالقرب والدنو | في صور تجليات الصفات وعند ظهور الذات بصفة اللطف والرحمة . | ! 2 < يسأله من في السماوات > 2 ! من أهل الملكوت والجبروت ! 2 < ومن في الأرض > 2 ! من |