@ 285 @ | لولاه لفسدا . أمر بمراعاته ومحافظته قبل تعديد الأصول بتمامها لشدة العناية به وفرط | الاهتمام بأمره ، فوسط بينه وبين قوله : ! 2 < والأرض وضعها للأنام > 2 ! [ الرحمن ، الآية : 10 ] . | | قوله : ! 2 < ألا تطغوا في الميزان > 2 ! بالإفراط عن حد الفضيلة والاعتدال ، فيلزم الجور | الموجب للفساد ! 2 < وأقيموا الوزن بالقسط > 2 ! بالاستقامة في الطريقة ، وملازمة حد الفضيلة | ونقطة الاعتدال في جميع الأمور وكل القوى ! 2 < ولا تخسروا الميزان > 2 ! بالتفريط عن حد | الفضيلة . قال بعض الحكماء : العدل ميزان الله تعالى ، وضعه للخلق ونصبه للحق . | .
تفسير سورة الرحمن من [ آية 10 - 18 ] | | ! 2 < والأرض > 2 ! أي : أرض البدن ! 2 < وضعها > 2 ! لهذه المخلوقات المذكورة ! 2 < فيها فاكهة > 2 ! أي : ما تفيد اللذات الحسية من إدراكات الحواس والمحسوسات ! 2 < والنخل > 2 ! | أي : القوى المثمرة للذات الخيالية والوهمية الباسقة من أرض الجسد في هوى النفس | ! 2 < ذات الأكمام > 2 ! أي : غلف اللواحق المادية ! 2 < والحب > 2 ! أي : القوة الغاذية التي منها لذة | الذوق والأكل والشرب ! 2 < ذو العصف > 2 ! أي : الشعب والأوراق الكثيرة المنبسطة على | أرض البدن من الجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعة والمغيرة والمصورة الملازمة | للبدن ، المقتضية لخواصها وأفعالها وما تعدها وتهيئها وتصلحها لحفظ القوة والإنماء مما | يصير بدل ما يتحلل ويزيد في الأقطار ! 2 < والريحان > 2 ! أي : المولدة ، الموجبة لذة الوقاع | التي هي أطيب اللذات الجسمانية وأسلاف البذر بتوليد مادة النوع . | | ! 2 < فبأي آلاء ربكما تكذبان > 2 ! من هذه النعم المعدودة أيها الظاهريون والباطنيون من | الثقلين أبالنعم الظاهرة أم الباطنة . ! 2 < خلق الإنسان > 2 ! أي : ظاهره وجسده الذي يؤنس ، | أي : يبصر ! 2 < من صلصال > 2 ! من أكثف جواهر العناصر المختلطة الذي تغلب عليه | الأرضية واليبس ! 2 < كالفخار > 2 ! الصلب الذي يناسب جوهر العظم الذي هو أساس البدن | ودعامته ! 2 < وخلق الجان > 2 ! أي : باطنه وروحه الحيواني الذي هو مستور عن الحس وهو | أبو الجن ، أي : أصل القوى الحيوانية التي أقواها وأشرفها الوهم أي : الشيطان المسمى | إبليس الذي هو من ذريته ! 2 < من مارج > 2 ! من لهب لطيف صاف ! 2 < من نار > 2 ! أي : من ألطف | جواهر العناصر المختلفة الذي يغلب عليه الجوهر الناري والحر ، والمارج هو اللهب | الذي فيه اضطراب ، وهذه الروح دائمة الاضطراب والتحرك . | | ! 2 < رب المشرقين ورب المغربين > 2 ! أي : مشرقي الظاهر والباطن ومغربيهما بإشراق |