@ 266 @ | السفلية والتغشي بالغواشي المظلمة الطبيعية لم يقبل وسوسة الشيطان وقبل إلهام الملك ، | فالذنب إنما يكون عليه بالاحتجاب عن نور الفطرة واكتساب الجنسية مع الشيطان في | الظلمة ، والنهي عن الاختصام ليس المراد به انتهاؤهما بل عدم فائدته والاستماع إليه | كأنه قال : لا اختصام مسموع عندي . | | وقد ثبت وصح تقديم الوعيد حيث أمكن انتفاعكم به لسلامة الآلات وبقاء | الاستعداد ، فلم تنتفعوا به ولم ترفعوا لذلك رأسا حتى ترسخت الهيئات المظلمة في | نفوسكم ورانت على قلوبكم وتحقق الحجاب وحق القول بالعذاب ، ف ! 2 < ما يبدل القول لدي > 2 ! حينئذ لوجوب العذاب حال وقوعه ! 2 < وما أنا بظلام > 2 ! حيث وهبت الاستعداد | وأنبأت على الكمال المناسب له وهديتكم إلى طريق اكتسابه ، بل أنتم الظلامون أنفسكم | باكتساب ما ينافيه وإضاعة الاستعداد بوضع النور في الظلمة واستبدال ما يفنى بما يبقى . | | ! 2 < يوم نقول لجهنم هل امتلأت > 2 ! أي : يوم يتكثر أهل النار حتى تستبعد الزيادة | عليهم ولا تنتقص سعتها بهم ولا يسكن كلبها . وفي الحديث : لا تزال جهنم يلقى فيها | وتقول : هل من مزيد ؟ ! حتى يضع رب العزة فيها قدمه ، فتقول : قط قط بعزتك | وكرمك ' ، أي : لا يزال الخلق يميلون إلى الطبيعة بالشهوة والحرص والطبيعة باقية على | حالها ، جاذبة لما يناسبها ، قابلة لصورها الملاءمة لها ، ملقية لما قبلت إلى أسفل | الدركات إلى ما لا يتناهى حتى يصل إليها أثر نور الكمال الوارد على القلب فتتنور به وتنتهي | عن فعلها . وعبر عن تشعشع النور الإلهي من القلب على النفس بقدم رب العزة القوي على | قهرها ومنعها عن فعلها وإجبارها على موافقة القلب ، فتقول : قطني ، قطني . | .
تفسير سورة ق من [ آية 31 - 36 ] | | ! 2 < وأزلفت الجنة > 2 ! أي : جنة الصفات للذين اتقوا صفات النفس بدليل قوله : ! 2 < من خشي الرحمن بالغيب > 2 ! لأن الخشية تختص بتجلي العظمة ولقوله : ! 2 < غير بعيد > 2 ! أي : | مكانا غير بعيد لكون جنة الصفات أقرب من جنة الذات في الرتبة دون الظهور ، إذ | الذات أقرب في الظهور لأن في عالم الأنوار كل ما كان أبعد في العلو والمرتبة من | الشيء كان أقرب إليه في الظهور لشدة نوريته ولقوله : ! 2 < هذا ما توعدون لكل أواب > 2 ! | أي : رجاع إلى الله بفناء الصفات ! 2 < حفيظ > 2 ! أي : محافظ على صفاء فطرته ونوره | الأصلي كي لا يتكدر بظلمة النفس من اتصف بالخشية وصارت الخشية مقامه عند تجلي | الحق في صفة الرحمة الرحمانية إذ هي أعظم صفاته لدلالتها على إفاضة جميع الخيرات |