@ 260 @ | إلى الآية 12 ] | | ! 2 < وإن طائفتان من المؤمنين > 2 ! إلى آخره ، الاقتتال لا يكون إلا للميل إلى الدنيا | والركون إلى الهوى والانجذاب إلى الجهة السفلية والتوجه إلى المطالب الجزئية ، | والإصلاح إنما يكون من لوازم العدالة في النفس التي هي ظل المحبة التي هي ظل | الوحدة ، فلذلك أمر المؤمنون الموحدون بالإصلاح بينهما على تقدير بغيهما والقتال مع | الباغية على تقدير بغي إحداهما حتى ترجع لكون الباغية مضادة للحق دافعة له كما خرج | عمار رضي الله عنه مع كبره وشيخوخته في قتال أصحاب معاوية ليعلم بذلك أنهم الفئة | الباغية . وقيد الإصلاح في القسم الثاني وهو أن الباغية إحداهما بالعدل لأن بغي الطرفين | يوغر الصدور ويهيج النفوس على الظلم فنهاهم عن ذلك إذ الإصلاح إنما يكون فضيلة | معتبرة إذا لم يكن بالنفس بل بالقلب على مقتضى العدالة المحضة لإزالة الجور لا | لغرض آخر كالحماية والحمية ورعاية المصلحة الدنيوية وغير ذلك ، ولذلك قال : ! 2 < إن الله يحب المقسطين > 2 ! أي : المحبة الإلهية إنما تترتب على العدالة ، فالإصلاح إذا لم | يكن عن عدالة لم يكن عن محبة ، وإذا لم يكن عن محبة فلا يحبهم الله لوجوب اقتضاء | محبة الله إياهم محبتهم له ، واقتضاء محبتهم له العدالة ومحبة المؤمنين فلو أحبهم | لأحبوه كما قال : ! 2 < يحبهم ويحبونه > 2 ! [ المائدة ، الآية : 54 ] ولو أحبوه لأحبوا المؤمنين ولزموا | العدالة . ثم بين أن الإيمان الذي أقل مرتبته التوحيد والعمل يقتضي الأخوة الحقيقية بين | المؤمنين للمناسبة الأصلية والقرابة الفطرية التي تزيد على القرابة الصورية والنسبة | الولادية بما لا يقاس لاقتضائه المحبة القلبية اللازمة للاتصال الروحاني في عين جمع | الوحدة لا المحبة النفسانية المسببة عن التناسب في اللحمة فلا أقل من الإصلاح الذي | هو من لوازم العدالة وإحدى خصالها إذ لو لم يعدوا عن الفطرة ولم يتكدروا بغواشي | النشأة لم يتقاتلوا ولم يتخالفوا فوجب على أهل الصفاء بمقتضى الرحمة والرأفة والشفقة | اللازمة للأخوة الحقيقية الإصلاح بينهما وإعادتهما إلى الصفاء . | | ! 2 < واتقوا الله > 2 ! في تكدر الفطرة والبعد عن النور الأصلي بمقتضيات النشأة والرضا | بالمفسدة وترك الإصلاح لضعف المحبة الدال على الاحتجاب عن الوحدة ! 2 < لعلكم ترحمون > 2 ! بإفاضة نور الكمال المناسب لصفاء الاستعداد والمناهي المذكورة بعدها إلى | قوله : ! 2 < إن أكرمكم عند الله أتقاكم > 2 ! كلها من باب الظلم المقابل للعدالة اللازمة للإيمان | التوحيدي . |