@ 250 @ | الأرض وتروي الأحياء . ! 2 < غير آسن > 2 ! غير متغير بشوائب الوهميات والتشكيكات | واختلاف الاعتقادات الفاسدة والعادات وهي للمتقين المجتبين من الصفات النفسانية | الواصلين إلى مقام القلب ! 2 < وأنهار من لبن لم يتغير طعمه > 2 ! أي : من علوم نافعة متعلقة | بالأفعال والأخلاق مخصوصة بالناقصين المستعدين الصالحين للرياضة والسلوك في | منازل النفس قبل الوصول إلى مقام القلب بالاتقاء عن المعاصي والرذائل كعلوم الشرائع | والحكمة العملية التي هي بمثابة اللبن المخصوص بالأطفال الناقصين ، ! 2 < لم يتغير طعمه > 2 ! بشوب الأهواء والبدع واختلافات أهل المذاهب وتعصبات أهل الملل والنحل | ! 2 < وأنهار من خمر > 2 ! أي : أصناف من محبة الصفات والذات ! 2 < لذه > 2 ! أي : لذيذة | ! 2 < للشاربين > 2 ! الكاملين البالغين إلى مقام مشاهدة حسن تجليات الصفات وشهود جمال | الذات ، العاشقين المشتاقين إلى الجمال المطلق في مقام الروح والاستغراق في عين | الجمع من المتقين عن صفاتهم وذواتهم ! 2 < وأنهار من عسل > 2 ! أي : حلاوات الواردات | القدسية والبوارق النورية واللذات الوجدانية في الأحوال والمقامات للسالكين الواجدين | للأذواق والمريدين المتوجهين إلى الكمال قبل الوصول إلى مقام المحبة من الذين اتقوا | الفضول ، فإن الآكلين للعسل أكثر من الشاربين للخمر ، وليس كل من ذاق حلاوة | العسل ذاق لذة الخمر دون العكس ! 2 < ولهم فيها من كل الثمرات > 2 ! أي : أنواع اللذات من | تجليات الأفعال والصفات والذات بأسرها كما قال الشاعر : | % ( وكل لذيذة قد نلت منه % سوى ملذوذ وجدي بالعذاب ) % | | لأن شهود المعذب وتجلي صفات القهر له لذة خاصة بمن ذاقها يعرفها من يعرفها | وينكرها من ينكرها ! 2 < ومغفرة من ربهم > 2 ! بستر هيئات المعاصي وتكفير سيئات الرذائل | لأصحاب الألبان ثم بستر الأفعال أيضا لأصحاب المياه ، ثم بمحو الصفات لأصحاب | العسل وبعض أصحاب الخمر ، ثم بطمس ذنوب الأحوال والمقامات وإفناء البقيات | وإخفاء ظهورها بالأنوار والتجليات لأهل الفواكه والثمرات ثم بإفناء الذات بالاستغراق في | جمع الأحدية والاستهلاك في عين الهوية لشراب الخمور الصرفة وكلهم أصناف المتقين | ! 2 < كمن هو خالد > 2 ! كمن هو في مقابلتهم في دركات جحيم الطبيعة وشرب حميم الهوى . | .
تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم من [ آية 19 |