@ 243 @ | وخدمتهم إياهم لا تكون إلا لغرض نفساني وكذا استعباد الموالي لخدمهم فإذا ارتفعت | الأغراض وزالت العلل والأسباب كانوا لهم أعداء وأنكروا عبادتهم يقولون : ما | خدمتمونا ولكن خدمتم أنفسكم ، كما قيل في تفسير قوله تعالى : ! 2 < الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو > 2 ! [ الزخرف ، الآية : 67 ] . | .
تفسير سورة الأحقاف من [ آية 13 - 15 ] | | ! 2 < إن الذين قالوا ربنا الله > 2 ! أي : تجردوا عن العلائق ورفضوا العوائق وانقطعوا إلى | الله عن كل ما سواه ورحموا البصر عن طغواه فصدقا ! 2 < قالوا > 2 ! ربنا الله ، إذ لو بقيت | منهم بقايا ولم يأمنوا التلوينات في عرصة الفناء لم يقولوا صادقين : ! 2 < ربنا الله > 2 ! ! 2 < ثم استقاموا > 2 ! بالتحقق به في العمل والتحفظ به في مراعاة آداب الحضرة عن الزلل | والخطل ، بحيث لم ينبض منهم عرق ولم يتحرك منهم شعرة إلا بالله ولله ! 2 < فلا خوف عليهم > 2 ! إذ لا حجاب ولا عقاب ! 2 < ولا هم يحزنون > 2 ! إذ لا مرغوب إلا وهو حاصل لهم فلم | يفت منهم شيء ولا يفوت كما قيل : إن في الله عزاء لكل مصيبة ودركا عن كل ما فات . | | ! 2 < أولئك أصحاب الجنة > 2 ! المطلقة الشاملة للجنان كلها ! 2 < خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون > 2 ! في حال السلوك حتى الوصول ! 2 < حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة > 2 ! | لما كانت النفس ممنوة بتدبير البدن لتوقف استكمالها عليه مشغولة عن كمالها به في أول | النشأة لم تنفتح بصيرتها ولم يصف إدراكها ولم يتبين رشدها إلا وقت بلوغ النكاح كما | قال في اليتامى : ^ ( حتى إذا بلغوا النكاح فإن ءانستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ) ^ [ النساء ، | الآية : 6 ] وذلك هو الأشد الصوري . ألا ترى أن الطبيعة من وقت الطفولة إلى هذا الحد | لا تتفرغ إلى تحصيل مادة النوع عن إيرادها ما يزيد في الأقطار من الغذاء زائدا على بدل | المتحلل من البدن لضعف الأعضاء وشدة الاحتياج إلى النمو والتصلب ، فالنفس حينئذ | منغمسة في البدن ، مستعملة للطبيعة في ذلك العمل ، ذاهلة عن كمالها إلى هذا الأجل ، | فلما قربت الآلات من حد كمالها ووصلت إلى ما يصلح لاستعمالها في تصرفاتها | وانتقص الاحتياج إلى ما يزيد في أقطارها تفرغت الطبيعة إلى ذخيرة مادة النوع من | الشخص لاستغنائها بكمال الشخص عن مادته فتفرغت النفس إلى تحصيل كمالها ، | فانفتحت بصيرة عقلها وظهرت أنوار فطرتها واستعدادها وتنبهت عن نومها في مهدها ، |