@ 234 @ | من قامت القيامة عليه وهو حي ' ، فهو في عدم التمييز والرجوع إلى التفصيل والانهماك | في الدواعي الطبيعية والتعمق في الجاهلية كالسكران غلب الهوى على عقله وأحاط به | الحجاب من جميع جهاته وظهر أثر الغي من مشاعره ، هذا عذاب أليم لكنه لا يشعر به | لشدة انهماكه في تفرعنه وقوة شكيمته في تشيطنه ، كلما دعاه الموحد القائم بالحق | المهدي إلى نور الذات بالفناء المطلق المنصور من عند الله بالوجود الموهوب المتحقق | ونبهه على ما به من الاحتجاب أبى واستكبر وطغى وتجبر لاستغنائه بنفسه وثباته في غيه | حتى إذا وقع في الارتياب وتفطن بالحجاب عند ارتتاج الباب بتعين المآب وتيقن العقاب | قال : ! 2 < ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون > 2 ! [ الدخان ، الآية : 12 ] كما قال فرعون حين | أدركه الغرق : ^ ( ءامنت أنه لا إله إلا الذي ءامنت به بنوا إسرائيل ) ^ [ يونس ، الآية : 90 ] ، | ! 2 < أنى لهم الذكرى > 2 ! أي : الاتعاظ والإيمان الحقيقي وقد عاندوا الحق وأعرضوا عن | القائم بالحق ، فلعنوا وطردوا . ! 2 < إنا كاشفو العذاب > 2 ! ريثما تحققوا ما هم فيه من الوقوف | مع النفس وتبينوا التفريط في جنب الحق ! 2 < إنكم عائدون > 2 ! لفرط تمكن الهوى من | أنفسكم وتشرب قلوبكم بمحبة نفوسكم واستيلاء صفاتها عليكم وقوة الشيطنة فيكم . | ! 2 < يوم نبطش البطشة الكبرى > 2 ! بالقهر الحقيقي والإذلال الكلي والطرد والإبعاد ننتقم منهم | لمكان شركهم وعبادتهم لأنفسهم ومبارزتهم علينا بالظهور في مقابلتنا ومنازعتهم رداء | الكبرياء منا ، كما قلنا : ' العظمة إزاري والكبرياء ردائي ، فمن نازعني واحدا منهما قذفته | في النار ' ، وأما حكاية قوم فرعون فاشتهيت تطبيقها على حالك فافهم منها . | .
تفسير سورة الدخان من [ آية 17 - 42 ] |