@ 86 @ | المصادقة للقوى النفسانية التابعة لها ، المسخرة إياها في تحصيل لذاتها . | | ! 2 < يا أيها الناس كلوا مما في الأرض > 2 ! أي : تناولوا من اللذات والتمتعات التي | في الجهة السفلية من عالم النفس والبدن على وجه يحل ويطيب ، أي : على قانون | العدالة بإذن الشرع واستصواب العقل بقدر الاحتياج والضرورة ، ولا تخطو حد | الاعتدال الذي به تطيب وتنفع إلى حدود الإسراف ، فإنها خطوات الشيطان . ولهذا | قال تعالى : ! 2 < إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين > 2 ! [ الإسراء ، الآية : 27 ] فإنه عدو لكم . | بين العداوة يريد أن يهلككم ويبغضكم إلى ربكم بارتكاب الإسرافات المذمومة فإنه لا | يحب المسرفين . واعلم أن العداوة في عالم النفس هي ظل الإلفة في عالم القلب ، | والاعتدال ظلها في عالم البدن ، والإلفة ظل المحبة في عالم الروح وهي ظل الوحدة | الحقيقية . فالاعتدال هو الظل الرابع للوحدة والشيطان يفر من ظل الحق ولا يطيقه | فيخطوا أبداً في مجال تلك الظلال إلى جوانب الإسرافات وحيث يعجز فإلى جوانب | التفريطات كما في المحبة والإلفة ، ولهذا قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : ( ( لا | ترى الجاهل إلا مفرطاً أو مفرطاً ) ) ، فإن الجاهل سخرة الشيطان . | [ آية 169 - 172 ] | | ! 2 < إنما يأمركم بالسوء > 2 ! الإضرار والأذى الذي هو إفراط القوى الغضبية | ! 2 < والفحشاء > 2 ! أي : القبائح التي هي إفراط القوة الشهوانية ! 2 < وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون > 2 ! الذي هو إفراط القوة النطقية لشوب العقل بالوهم الذي هو الشيطان المسخر | له ! 2 < إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله > 2 ! من مراعاة حد الاعتدال والعدالة في كل شيء | على الوجه المأمور به في الشرع ! 2 < قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا > 2 ! من الإسرافات | المذمومة في الجاهلية تقليداً لهم أتتبعونهم ^ ( ولو أن آباؤهم لا يعقلون شيئاً ) ^ من | الدين والعلم ! 2 < ولا يهتدون > 2 ! إلى الصواب في العلم لجهلهم . | | ! 2 < ومثل الذين كفروا > 2 ! أي : مثل داعي الكفار المردودين ! 2 < كمثل > 2 ! الناعق بالبهائم | فإنها لا تسمع إلا صوتاً ولا تفهم ما معناه فكذا حالهم ! 2 < يا أيها الذين آمنوا > 2 ! إن كنتم | موحدين تخصون العبادة بالله فلا تتناولوا إلا من طيبات ما رزقناكم ، أي : ما ينبغي في |