@ 84 @ | الهيئات المظلمة إياهم ! 2 < وإلهكم إله واحد > 2 ! ومعبودكم الذي خصصتموه بالعبادة أيها | الموحدون معبود واحد بالذات ، واحد مطلق لا شيء في الوجود غيره ، ولا موجود | سواه فيعبد ، فكيف يمكنكم الشرك به وغيره لعدم البحث فلا شرك إلا للجهل به . | ! 2 < الرحمن > 2 ! الشامل الرحمة لكل موجود ! 2 < الرحيم > 2 ! الذي يخص رحمة هدايته | بالمؤمنين الموحدين وهي أول آية نزلت في التوحيد بحسب الرتبة ، أي : أقدم توحيد | من جهة الحق لا من جهتنا . فإن أول التوحيد من طرفنا توحيد الأفعال وهذا هو ، توحيد الذات ولما بعد هذا التوحيد عن مبالغ أفهام الناس تنزل إلى مقام توحيد | الأفعال ليستدل به عليه فقال : | | ! 2 < إن في خلق السماوات والأرض > 2 ! إلى آخره ، أي : أن في إيجاد سموات | الأرواح والقلوب والعقول وأرض النفوس ! 2 < واختلاف > 2 ! النور والظلمة بينهما وفلك | البدن التي تجري في بحر الجسم المطلق ! 2 < بما ينفع الناس > 2 ! في كسب كمالاتهم ! 2 < وما أنزل الله من السماء > 2 ! أي : الروح من ماء العلم ! 2 < فأحيا به > 2 ! أرض النفس بعد موتها | بالجهل ! 2 < وبث فيها من كل دابة > 2 ! القوى الحيوانية الحية بحياة القلب ! 2 < وتصريف > 2 ! | عصوف زيادة الأفعال الحقانية ، وسحاب تجلي الصفات الربانية المسخر المهيأ بين | سماء الروح وأرض النفس ! 2 < لآيات > 2 ! لدلائل ! 2 < لقوم يعقلون > 2 ! بالعقل المنور بنور | الشرع ، المجرد عن شوب الوهم . | [ آية 165 ] | | ! 2 < ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله > 2 ! أي : من يعبد من | دون الله أشياء إما أناسي من جنسهم كالأزواج ، والأولاد ، والآباء ، والأجداد ، | والإخوان ، والأحباب ، والرؤساء ، والملوك ، وغيرهم . وإما غير أناسي كالحيوانات ، | والجمادات ، وسائر أموالهم ، بالإقبال عليهم والتوجه نحوهم ، ومراعاتهم ، وحفظهم ، | والاهتمام بهم وبحالهم ، والتفكر في بابهم ، يحبونهم كحب الله ، أي : كما يجب أن | يحب الله ، فتكون تلك الأشياء عندهم مساوية في المحبة مع الله فتكون أنداداً أو | شركاء لله بالنسبة إليهم ، أو تكون هي محبوباتهم ومعبوداتهم لا غير ، فهي آلهتهم كما | أن الله إله الخلق فهم جعلوا لأنفسهم آلهه أنداداً لإله سائر الخلق ، إله العالمين . | | ! 2 < والذين آمنوا أشد حبا لله > 2 ! من غيره لأنهم لا يحبون إلا الله ، لا يختلط حبهم | له بحب غيره ولا يتغير ، ويحبون الأشياء بمحبة الله ولله ، وبقدر ما يجدون فيها من | الجهة الإلهية كما قال بعضهم : ( ( الحق حبيبنا ، والخلق حبيبنا وإذا اختلفا فالحق أحب |