@ 164 @ | | ! 2 < إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا > 2 ! من قيود الطبيعة البدنية ومحبة الأجرام السفلية | ! 2 < فهي إلى الأذقان > 2 ! تمنع رؤوسهم عن التطأطؤ للقبول إذ عمت الأعناق التي هي مفاصل | تصرفات الرؤوس وأطبقت المفاصل حتى جاوزت أعاليها وبلغت حد الرؤوس من قدام | فلم يبق لهم تصرف بالقبول ولا تأثر بالانفعال والميل إلى الركوع والسجود للانقياد | والفناء ، فإن الكمالات الإنسانية انفعالية لا تحصل إلا بالتذلل والانقهار ! 2 < فهم مقمحون > 2 ! ممنوعون عن قبولها بإمالة الرؤوس . | ! 2 < وجعلنا من بين أيديهم > 2 ! من الجهة الإلهية ! 2 < سدا > 2 ! من حجاب ظهور النفس | والصفات المستولية على القلب منعهم من النظر إلى فوق ليشتاقوا للقاء الحق عند رؤية | الأنوار الجمالية ! 2 < ومن خلفهم > 2 ! من الجهة البدنية ! 2 < سدا > 2 ! من حجاب الطبيعة الجسمانية | ولذاتها المانعة لامتثالهم الأوامر والنواهي فمنعهم من العمل الصالح الذي يعدهم لقبول | الخير والصفات الجلالية فانسد لهم طريق العلم والعمل فهم واقفون مع أصنام الأبدان | حيارى يعبدونها لا يتقدمون ولا يتأخرون ! 2 < فأغشيناهم > 2 ! بالانغماس في الغواشي الهيولانية | والانغمار في الملابس الجسمانية ! 2 < فهم لا يبصرون > 2 ! لكثافة الحجب مع جميع الجهات | وإحاطتها بهم وإذا لم يبصروا ولم يتأثروا فالإنذار وعدم الإنذار بالنسبة إليهم سواء . | | ! 2 < إنما تنذر > 2 ! أي : يؤثر الإنذار وينجع في ! 2 < من اتبع الذكر > 2 ! لنورية استعداده | وصفائه فيتأثر به ويقبل الهداية بما في استعداده من التوحيد الفطري والمعرفة الأصلية ، | فيتذكر ويخشى الرحمن بتصور عظمته مع غيبته من التجلي فيتبعه بالسلوك ليحضر ما هو | غائب عنه ويرى ما استضاء بنوره ! 2 < فبشره بمغفرة > 2 ! عظيمة من ستر ذنوب حجب أفعاله | وصفاته وذاته ! 2 < وأجر كريم > 2 ! من جنات أفعال الحق وصفاته وذاته . | .
تفسير سورة يس من [ آية 13 - 19 ] | | ! 2 < واضرب لهم مثلا أصحاب القرية > 2 ! إلى آخر المثل ، يمكن أن يؤول أصحاب | القرية بأهل مدينة البدن والرسل الثلاثة بالروح والقلب والعقل ، إذ أرسل إليهم اثنان أولا | ! 2 < فكذبوهما > 2 ! لعدم التناسب بينهما وبينهم ، ومخالفتهم إياهما في النور والظلمة ، فعززوا | بالعقل الذي يوافق النفس في المصالح والمناجح ويدعوها وقومها إلى ما يدعو إليه | القلب والروح فيؤثر فيهم . |