@ 8 @ | .
تفسير سورة مريم من [ آية 41 - 55 ] | | ! 2 < لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر > 2 ! مما سوى الله من الأكوان التي تطلبها وتنسب | التأثير إليها ! 2 < ولا يغني عنك شيئا > 2 ! في الحقيقة لعدم تأثيره . ! 2 < قد جاءني من العلم > 2 ! | أي : التوحيد الذاتي ! 2 < سلام عليك > 2 ! أي : جرد الله ذاتك عن المواد التي احتجبت بها | ! 2 < سأستغفر لك ربي > 2 ! سأطلب منه ستر ذاتك بنوره ومحو غشاوات صفاتك بصفاته | ودناءة هيئات نفسك بأفعاله إن أمكن ! 2 < إنه كان مخلصا > 2 ! بالكسر ، أي : مجردا ذاته | وعلمه في السلوك لوجه الله لم يلتفت إلى ما سواه من وجهة حتى صفاته تعالى ، بل | نفاها عن ذاته ، وهو ! 2 < ما زاغ البصر وما طغى > 2 ! بقوله : ! 2 < أرني أنظر إليك > 2 ! [ الاعراف ، | الآية : 143 ] . ومخلصا بالفتح ، أي : أخلصه الله عن أنانيته وأفنى البقية منه فخلص من | الطغيان المذكور بالتجلي الذاتي التام ، واستقام بتمكين الله إياه كما قال : ^ ( فلما تجلى ربه | للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحنك تبت إليك ) ^ [ الاعراف ، الآية | 143 ] من ذنب ظهور الأنانية ! 2 < وكان رسولا نبيا > 2 ! مقام الرسالة دون مقام النبوة لكونها | مبينة للأحكام كالحلال والحرام ، منبهة على الأوضاع كالصلاة والصيام فهي متعلقة ببيان | أحكام المكلفين . وأما النبوة فهي عبارة عن الإنباء عن المعاني الغيبية كأحوال المعاد | والبعث والنشور والمعارف الإلهية كتعريف الصفات والأسماء وما يليق بالله من | التحميدات والتمجيدات والولاية فوقهما جميعا لكونها عبارة عن الفناء في ذات الله من | غير اعتبار الخلق فهي اشرف المقامات لكونها تتقدم عليهما لأنها ما لم تحصل أولا لم | تمكن النبوة ولا الرسالة لكونها مقومة إياهما ولهذا قدم كونه مخلصا في القرآن بالفتح ، | وأخرت النبوة عن الرسالة لكونها أشرف وأدل على المدح والتعظيم منها ولم يؤخر | الولاية عنهما باعتبار الشرف لأنها وإن كانت اشرف لكنها باطنة لا يعرف شرفها وفضلها |