@ 430 @ | | ! 2 < فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما > 2 ! هو النفس التي تظهر بصفاتها فتحجب القلب | فتكون أمارة بالسوء . وقتله بإماتة الغضب والشهوة وسائر الصفات ! 2 < أقتلت نفسا زكية > 2 ! | اعتراض لتحنن القلب على النفس و ! 2 < ألم أقل لك > 2 ! تذكير وتعبير روحي و ^ ( إن | سألتك عن شيء ) ^ إلى آخره ، اعتذار وإقرار بالذنب واعتراف ، وكلها من التلوينات | عند كون النفس لوامة . | | ! 2 < فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية > 2 ! هم القوى البدنية ، واستطعامهما منهم هو | طلب الغذاء الروحاني منهم ، أي : بواسطتهم كانتزاع المعاني الكلية من مدركاتها | الجزئية وإنما أبوا أن يضيفوهما وإن أطعموهما قبل ذلك لأن غذاءهما حينئذ كان من | فوقهم من الأنوار القدسية والتجليات الجمالية والجلالية والمعارف الإلهية والمعاني | الغيبية لا من تحت أرجلهم كما كان قبل خرق السفينة ، وقتل الغلام بالرياضة والقوى | والحواس مانعة من ذلك لا ممدة ، بل لا تتهيأ إلا بعد نعاسهم وهدوهم كما قال | موسى لأهله : امكثوا . والجدار الذي ! 2 < يريد أن ينقض > 2 ! هو النفس المطمئنة وإنما عبر | عنها بالجدار لأنها حدثت بعد قتل النفس الأمارة وموتها بالرياضة ، فصارت كالجماد | غير متحركة بنفسها وإرادتها ، ولشدة ضعفها كادت تهلك ، فعبر عن حالها بإرادة | الانقضاض . وإقامته إياها تعديلها بالكمالات الخلقية والفضائل الجملية بنور القوة | النطقية حتى قامت الفضائل مقام صفاتها من الرذائل . وقول موسى عليه السلام : ! 2 < لو شئت لاتخذت عليه أجرا > 2 ! تلوين قلبي لا نفسي ، وهو طلب الأجر والثواب باكتساب | الفضائل واستعمال الرياضة ، ولهذا أجابه بقوله : | ! 2 < هذا فراق بيني وبينك > 2 ! أي : هذا هو مفارقة مقامي ومقامك ومباينتهما والفرق | بين حالي وحالك ، فإن عمارة النفس بالرياضة والتخلق بالأخلاق الحميدة ليست لتوقع | الثواب والأجر وإلا فليست فضائل ولا كمالات لأن الفضيلة هي التخلق بالأخلاق | الإلهية بحيث تصدر عن صاحبها الأفعال المقصودة لذاتها لا لغرض . وما كان لغرض | فهو حجاب ورذيلة لا فضيلة والمقصود هو طرح الحجاب وانكشاف غطاء صفات | النفس ، والبروز إلى عالم النور لتلقي المعاني الغيبية بل الاتصاف بالصفات الإلهية بل | التحقق بالله بعد الفناء فيه لا الثواب كما زعمت ! 2 < سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا > 2 ! أي : لما اطمأنت النفس واستقرت القوى أمكنك قبول المعاني وتلقي الغيب |