@ 29 @ | بحمده ) ^ [ الإسراء ، الآية : 44 ] ، فتسبيحها إياه تنزيهه عن الشريك وصفات النقص والعجز | باستنادها إليه وحده ، ودلالتها على وحدانيته وقدرته ، وتحميدها إظهار كمالاتها | المترتبة ، ومظهريتها لتلك الصفات الجلالية والجمالية . | | وخص بذاته بحسب مبدئيته للكل ، وحافظيته ومدبريته له التي هي معنى الربوبية | للعالمين ، أي لكل ما هو علم لله يعلم به كالخاتم لما يختم به ، والقالب لما يقلب | فيه ، وجمع جمع السلامة لاشتماله على معنى العلم أو للتغليب ، وبإزاء إفاضة الخير | العام والخاص ، أي النعمة الظاهرة كالصحة والرزق . والباطنة كالمعرفة والعلم . | وباعتبار منتهائيته التي هي معنى مالكية الأشياء في يوم الدين إذ لا يجزي في الحقيقة | إلا المعبود الذي ينتهي إليه الملك وقت الجزاء بإثابة النعمة الباقية عن الفانية عند | التجرد عنها بالزهد وتجليات الأفعال عند انسلاخ العبد عن أفعاله ، وتعويض صفاته | عند المحو عن صفاته وإبقائه بذاته ، وهبته له الوجود الحقاني عند فنائه فله تعالى | مطلق الحمد وماهيته أزلاً وأبدا على حسب استحقاقه إياه بذاته باعتبار البداية والنهاية | وما بينهما في مقام الجمع على ألسنة التفاصيل ، فهو الحامد والمحمود تفصيلاً | وجمعاً ، والعابد والمعبود مبدأ ومنتهى . | | ولما تجلى في كلامه لعباده بصفاته شاهدوه بعظمته وبهائه ، وكمال قدرته | وجلاله ، فخاطبوه قولاً وفعلاً بتخصيص العبادة به ، وطلب المعونة منه ، إذ ما رأوا | معبوداً غيره ، ولا حول ولا قوة لأحد إلا به . فلو حضروا لكانت حركاتهم وسكناتهم | كلها عبادة له وبه ، فكانوا على صلاتهم دائمين داعين بلسان المحبة لمشاهدتهم جماله | من كل وجه على كل وجه . | [ آية 6 - 7 ] | ^ ( اهدنا الصراط المستقيم ) ^ أي : ثبتنا على الهداية ومكنا بالاستقامة في طريق | الوحدة التي هي طريق المنعم عليهم بالنعمة الخاصة الرحيمية التي هي المعرفة | والمحبة والهداية الحقانية الذاتية من النبيين والشهداء والصديقين والأولياء ، الذين | شاهدوه أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً ، فغابوا في شهودهم طلعة وجهه الباقي عن وجود | الظل الفاني . | | ^ ( غير المغضوب عليهم ) ^ الذين وقفوا مع الظواهر ، واحتجبوا بالنعمة الرحمانية ، | والنعيم الجسماني ، والذوق الحسي عن الحقائق الروحانية ، والنعيم القلبي ، والذوق | العقلي كاليهود إذ كانت دعوتهم إلى الظواهر والجنان والحور والقصور ، فغضب |