@ 424 @ | العاقلتان : النظرية والعملية ، والفكر والوهم ، والتخيل والذكر ، والحس المشترك | المسمى بنطاسيا ، والكلب النفس والشمس والروح على كلا التأويلين . ولهذا روي عن | أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : ' إنهم كانوا سبعة ، ثلاثة عن يمين الملك وثلاثة | عن يساره ، والسابع هو الراعي صاحب الكلب ' ، فإن صحت الرواية فالملك هو | دقيانوس النفس الأمارة ، والثلاثة الذين كانوا عن يمينه يستشيرهم هم العاقلتان والفكر ، | والثلاثة الذين كانوا عن يساره يستوزرهم هم التخيل والوهم والذكر ، والراعي هو | بنطاسيا صاحب أغنام الحواس ، والذين قالوا هم ثلاثة أرادوا القلب والعاقلتين ، | والذين قالوا خمسة زادوا عليهم الفكر والوهم وتركوا المدرك للصور والذكر لعدم | تصرفهما وكون كل منهما كالخزانة . وعلى هذا التأويل فالاطلاع للفئة المحققين من | الحضرة الإلهية على بقاء النفس بعد خراب البدن ، والتنازع ، هو التجاذب والتغالب | الواقع بين القوى في الاستيلاء على البدن الذي يبعثون فيه وهو البنيان المأمور ببنائه | والآمرون هم الغالبون الذين قالوا : ! 2 < لنتخذن عليهم مسجدا > 2 ! [ الكهف ، الآية : 21 ] | يسجد ، أي : ينقاد فيه جميع القوى الحيوانية والطبيعية والنفسانية والمأمورون هم | المغلوبون الفاعلون في البدن المبعوث فيه والله أعلم . | | [ تفسير سورة الكهف من آية 23 إلى آية 24 ] | | ^ ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك ) ^ أدبه بالتأديب الإلهي بعدما نهاه عن المماراة | والسؤال ، فقال : ' لا تقولن إلا وقت أن يشاء الله ' بأن يأذن لك في القول فتكون قائلاً | به وبمشيئته أو إلا بمشيئته على أنه حال ، أي : ملتبساً بمشيئته ، يعني : لا تقولن لما | عزمت عليه من فعل إني فاعل ذلك في الزمان المستقبل إلا ملتبساً بمشيئة الله ، قائلاً : | إن شاء الله ، أي : لا تسند الفعل إلى إرادتك بل إلى إرادة الله ، فتكون فاعلاً به | وبمشيئته ! 2 < واذكر ربك > 2 ! بالرجوع إليه والحضور ! 2 < إذا نسيت > 2 ! بالغفلة عند ظهور النفس | والتلوين بظهور صفاتها ! 2 < وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا > 2 ! أي : من الذكر | عند التلوين وإسناد الفعل إلى صفاته بالتمكين والشهود الذاتي المخلص عن حجب | الصفات ! 2 < رشدا > 2 ! استقامة ، وهو التمكين في الشهود الذاتي . | | [ تفسير سورة الكهف من آية 25 إلى آية 29 ] |