@ 401 @ | ظل الوحدة التي هي سبب بقاء كل شيء وثباته فكذلك هلاك المدينة وزوالها بحدوث | انحراف فيها عن الجادة المستقيمة التي هي صراط الله وهي الشريعة الحافظة للنظام ، | فإذا جاء وقت إهلاك قرية فلا بد من استحقاقها للإهلاك ، وذلك بالفسق والخروج عن | طاعة الله فلما تعلقت إرادته بإهلاكها تقدمه أولاً بالضرورة فسق مترفيها من أصحاب | الترف والنعم بطراً وأشراً بنعمة الله واستعمالاً لها فيما لا ينبغي وذلك بأمر من الله | وقدر منه لشقاوة كانت تلزم استعداداتهم وحينئذ وجب إهلاكهم . | | [ تفسير سورة الإسراء من آية 18 إلى آية 21 ] | | ! 2 < من كان يريد العاجلة > 2 ! لكدورة استعداده وغلبة هواه وطبيعته ! 2 < عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد > 2 ! أي : لا نزيده بإرادته زيادة على ما قدرنا له من النصيب في اللوح | ولذلك قيده بالمشيئة ثم بقوله ! 2 < لمن نريد > 2 ! يعني : لو لم نقدر له شيئاً مما أراده لم | نعجل له تخليصه ، إنا لا نعطي إلا ما أردنا ^ ( من أردنا ثم جعلنا له جهنم ) ^ أي : قعر | بئر الطبيعة الظلمانية لانجذابه بإرادته إلى الجهة السفلية وميله إليها ! 2 < يصلاها > 2 ! بنيران | الحرمان ! 2 < مذموما > 2 ! عند أهل الدنيا والآخرة ! 2 < مدحورا > 2 ! من جناب الرحمة والرضوان | في سخط الله وقهره . ! 2 < ومن أراد الآخرة > 2 ! لصفاء استعداده وسلامة فطرته وقام بشرائط | إرادته من الإيمان والعمل الصالح شكر سعيه بحصول مراده كما قيل : من طلب وجد | وجد ، لأن الطلب الحقيقي والإرادة الصادقة لا يكونان إلا عند حصول استعداد | المطلوب ، وإذا قارن الاستعداد الدال على أن المطلوب حاصل له بالقوة ، مقدر له في | اللوح أسباب خروج المطلوب إلى الفعل وبروزه من الغيب إلى الشهادة وهو السعي | الذي ينبغي له ومن حقه أن يسعى له على هذا الوجه المعني بقوله : ! 2 < وسعى لها سعيها > 2 ! أي : السعي الذي يحق لها بشرط الإيمان الغيبي اليقيني وجب حصوله له | ! 2 < كلا نمد هؤلاء وهؤلاء > 2 ! أي : كلهم من طالبي الدنيا وطالبي الآخرة نمد من عطائنا | ليس بمجرد إرادتهم وسعيهم شيء وإنما إرادتهم وسعيهم معرفات وعلامات لما قدرنا | لهم من العطاء ! 2 < وما كان عطاء ربك > 2 ! ممنوعاً من أحد ، لا من أهل الطاعة ولا من | أهل المعصية . ! 2 < انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض > 2 ! في الدنيا بمقتضى مشيئتنا | وحكمتنا ! 2 < وللآخرة أكبر درجات > 2 ! إذ بقدر رجحان الروح على البدن يكون رجحان | درجات الآخرة على الدنيا وبقدر تفاضلهما يكون تفاضل درجاتهما . | | [ تفسير سورة الإسراء من آية 22 إلى آية 44 ] |