@ 389 @ | | ! 2 < وأوفوا بعهد الله > 2 ! الذي هو تذكر العهد السابق وتجديده بالعقد اللاحق بالبقاء | على حكمه في الإعراض عن الغير والتجرد عن العوائق والعلائق في التوجه إليه ^ ( إذ | عاهدتم ) ^ أي : تذكرتموه بإشراق نور النبي عليكم وتذكيره إياكم . ! 2 < من عمل صالحا من ذكر أو أنثى > 2 ! أي : عملاً يوصله إلى كماله الذي يقتضيه استعداده ، إذ الصلاح في | الشخص توجهه إلى كماله أو كونه على ذلك الكمال ، والفساد بالضد وفي العمل كونه | وصلة وسيلة إليه من صاحب قلب بالغ إلى كمال الرجولية أو صاحب نفس قابلة لتأثير | القلب مستفيضة منه ! 2 < وهو مؤمن > 2 ! أي : معتقد للحق اعتقاداً جازماً ، إذ صلاح العمل | مشروط بصحة الاعتقاد وإلا لم يتصور كماله على ما هو عليه ولم يعتقده على الوجه | الذي ينبغي فلم يمكنه عمل يوصله إليه فلا يكون ما يعمله صالحاً حينئذ في الحقيقة . | وإن كان في صورة الصلاح ! 2 < فلنحيينه حياة طيبة > 2 ! أي : حياة حقيقية لا موت بعدها | بالتجرد عن المواد البدنية والانخراط في سلك الأنوار السرمدية ، والتلذذ بكمالات | الصفات في مشاهدات التجليات الأفعالية والصفاتية ! 2 < ولنجزينهم أجرهم > 2 ! من جنان | الأفعال والصفات ! 2 < بأحسن ما كانوا يعملون > 2 ! إذ عملهم يناسب صفاتهم التي هي | مبادئ أفعالهم وأجرهم يناسب صفاتنا التي هي مصادر أفعالنا ، فانظر كم بينهما من | التفاوت في الحسن . ! 2 < فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله > 2 ! فادرج عن مقام النفس بالعروج | إلى جناب القدس ، فإن النفس مأوى كل كدورة ومنبع كل رجس تناسب وساوس | الشيطان ، وتجردها بأحاديثها ، فإن ارتقيت من مقرها لم يكن للشيطان عليك سلطان | لأنه لا يطيق نور حضور الحق وحضرة القلب مهبط أنواره وجناب صفاته المقدسة | ومحل تجلياته النورية ، فعذ إليها وعذ بنور الله فيها تستحكم بنيان إيمانك باليقين . | | [ تفسير سورة النحل من آية 99 إلى آية 105 ] |