@ 383 @ | بالتوحيد والنبوة على التقليد لا التحقيق ، وإلا لتجردوا بعلم اليقين عن صفات النفس | إلى مقام القلب ، فتتوفاهم الملائكة طيبين على صورة أخلاقهم وأعمالهم الطيبة | الجميلة ، فرحين مستبشرين ^ ( يقولن سلام عليكم ادخلوا الجنة ) ^ أي : الجنة المعهودة | عندهم ، وهي جنة النفوس من جنات الأفعال ! 2 < بما كنتم تعملون > 2 ! . | | ^ ( وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء ) ^ إنما قالوا ذلك | عناداً وتعنتاً عن فرط الجهل ، وإلزاماً للموحدين بناء على مذهبهم ، إذ لو قالوا ذلك | عن علم ويقين لكانوا موحدين لا مشركين بنسبة الإرادة والتأثير إلى الغير ، لأن من | علم أنه لا يمكن وقوع شيء بغير مشيئة من الله ، علم أنه لو شاء كل من في العالم | شيئاً لم يشأ الله ذلك لم يمكن وقوعه ، فاعترف بنفي القدرة والإرادة عما عدا الله | تعالى فلم يبق مشركاً ، قال الله تعالى : ! 2 < ولو شاء الله ما أشركوا > 2 ! [ الأنعام ، الآية : 107 ] . | ! 2 < كذلك فعل الذين من قبلهم > 2 ! في تكذيب الرسل بالعناد . | | ^ ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) ^ الفرق بين إرادة الله تعالى | وعلمه وقدرته لا يكون إلا بالاعتبار ، فإن الله تعالى يعلم كل شيء ويعلم وقوعه في | وقت معين بسبب معين على وجه معين ، فإذا اعتبرنا علمه بذلك قلنا بعالميته ، وإذا | اعتبرنا تخصيصه بالوقت المعين والوجه المعين قلنا بإرادته ، وإذا اعتبرنا وجوب | وجوده بوجود ما يتوقف عليه وجوده في ذلك الوقت على ذلك الوجه المعلوم قلنا | بقدرته ، فمرجع الثلاثة إلى العلم . ولو اقتضى علمنا وجود شيء ولم يتغير ولم يحتج | إلى ترو وعزيمة غير كونه معلوماً وتحريك الآلات لكان فينا أيضاً كذلك . | | [ تفسير سورة النحل من آية 48 إلى آية 55 ] | | ^ ( أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء ) ^ أي : ذات وحقيقة مخلوقة ، أية ذات | كانت من المخلوقات ! 2 < يتفيأ ظلاله > 2 ! أي : يتجسد ويتمثل هياكله وصوره ، فإن لكل | شيء حقيقة هي ملكوت ذلك الشيء وأصله الذي هو به ، هو كما قال تعالى : ^ ( بيده | ملكوت كل شيء ) ^ [ يس ، الآية : 83 ] . وظلاله هو : صفته ومظهره ، أي : جسده الذي به |