@ 367 @ | بإيجاده لأنها اقتضته ، أو قائم عليها بحسب كسبها وبمقتضاه أي كما يقتضي مكسوباتها | من الصفات والأحوال التي تعرض لاستعدادها يفيض عليها من الجزاء الذي هو | الهيئات الكمالية النورانية المثيبة إياها ، أو الهيئات الكدرة الظلمانية المعذبة إياها . | | ^ ( لكل أجل كتاب ) ^ لكل وقت أمر مكتوب مقدر أو مفروض في ذلك الوقت | على الخلق ، فالشرائع معينة عند الله بحسب الأوقات في كل وقت يأتي بما هو صلاح | ذلك الوقت رسول من عنده وكذا جميع الحوادث من الآيات وغيرها . ^ ( وما كان | لرسول أن يأتي ) ^ بشيء منها إلا بإذنه في وقته لأنها معينة بإزاء الأوقات التي تحدث | فيها من غير تغير وتبدل وتقدم وتأخر ^ ( يمحو الله ما يشاء ) ^ عن الألواح الجزئية التي | هي النفوس السماوية من النقوش الثابتة فيها فيعدم عن المواد ويفنى ! 2 < ويثبت > 2 ! ما يشاء | فيها فيوجد . ^ ( وعنده أم الكتاب ) ^ أي : لوح القضاء السابق الذي هو عقل الكل | المنتقش بكل ما كان ويكون أزلاً وأبداً على الوجه الكلي المنزه عن المحو والإثبات ، | فإن الألواح أربعة : لوح القضاء السابق العالي عن المحو والإثبات وهو لوح العقل | الأول . ولوح القدر أي : لوح النفس الناطقة الكلية التي يفصل فيها كليات اللوح الأول | ويتعلق بأسبابها وهو المسمى ب : اللوح المحفوظ . ولوح النفوس الجزئية السماوية | التي ينتقش فيها كل ما في هذا العالم بشكله وهيأته ومقداره وهو المسمى بالسماء | الدنيا وهو بمثابة خيال العالم كما أن الأول بمثابة روحه والثاني بمثابة قلبه . ثم لوح | الهيولى القابل للصور في عالم الشهادة والله أعلم . | | [ تفسير سورة الرعد من آية 41 إلى آية 43 ] | | ^ ( أو لم يروا أنا نأتي الأرض ) ^ نقصد أرض الجسد وقت الشيخوخة ^ ( ننقصها من | أطرافها ) ^ بتواكل الأعضاء وتخاذل القوى وكلالة الحواس شيئاً فشيئاً حتى يموت ^ ( والله | يحكم ) ^ على هذا الوجه ^ ( لا معقب لحكمه ) ^ لا راد ولا مبدل لحكمه ، أو نأتي أرض | النفس وقت السلوك ننقصها من أطرافها بإفناء أفعالها بأفعالنا أولاً كما قال تعالى : ' بي | يسمع وبي يبصر ' ، ثم بإفناء صفاتها بصفاتنا ثانياً ، كما قال تعالى : ' كنت سمعه الذي يسمع | به وبصره الذي يبصر ' . ثم بإفناء ذاتها بذاتنا كما قال تعالى : ! 2 < لمن الملك اليوم > 2 ! [ غافر ، | الآية : 16 ] وأجاب نفسه بقوله تعالى : ! 2 < لله الواحد القهار > 2 ! [ غافر ، الآية : 16 ] لفناء الخلق | كله ، وحينئذ لا حكم إلا لله ، يحكم كما يشاء لا معقب لحكمه لعدم غيره . |