@ 366 @ | أهل الضلال فريقان : عديم الاستعداد وحاجبه بظلمة البشرية ، فكذلك أهل الهداية | قسمان : محبوبون يهتدون بغير الإنابة لقوة الاستعداد ومحبون يهديهم الله بعد الإنابة ، | كما قال تعالى : ! 2 < يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب > 2 ! [ الشورى ، الآية : 13 ] . | | ! 2 < والذين آمنوا > 2 ! أي : المنيبون الذين آمنوا الإيمان العلمي بالغيب ^ ( وتطمئن | قلوبهم بذكر الله ) ^ ذكر النفس باللسان والتفكر في النعم ، أو ذكر القلب بالتفكر في | الملكوت ومطالعة صفات الجمال والجلال ، فإن للذكر مراتب ذكر النفس باللسان | والتفكر في النعم ، وذكر القلب بمطالعة الصفات ، وذكر السر بالمناجاة ، وذكر الروح | بالمشاهدة ، وذكر الخفاء بالمناغاة في المعاشقة ، وذكر الله بالفناء فيه . والنفس | تضطرب بظهور صفاتها وأحاديثها وتطيش فيتلون القلب بسببها ويتغير بأحاديثها ، فإذا | ذكر الله استقرت النفس وانتفت الوساوس كما قال عليه صلى الله عليه وسلم : ' إن الشيطان | يضع خرطومه على قلب ابن آدم ، فإذا ذكر الله خنس فاطمأن القلب ' . وكذا ذكر | القلب بالتفكر في الملكوت ومطالعة أنوار الجبروت ، وأما سائر الأذكار فلا تكون إلا | بعد الاطمئنان . والعمل الصالح ههنا : التزكية والتحلية و ^ ( طوبى لهم ) ^ بالوصول إلى | الفطرة وكمال الصفات ^ ( وحسن مآب ) ^ بالدخول في جنة القلب ، جنة الصفات . | | [ تفسير سورة الرعد من آية 33 إلى آية 40 ] | | ^ ( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ) ^ أي : يقوم عليها بإيجاد كل ما | ينسب إليها من مكاسبها ، قيوم لها وبمكسوباتها ، وإنما سمي مكسوبها وإن كان بخلق | الله تعالى لأنه إنما أظهره عليها لاستعداد فيها يناسبه به قبلته من الله تعالى ، فمن جهة | قبول المحل وصلاحيته لمظهريته ومحليته ينسب إلى كسبها مع قيام الحق تعالى |