@ 364 @ | أفاتخذتم من دونه ) ^ أي : من كل ما عداه كائناً من كان ^ ( أولياء لا يملكون لأنفسهم | نفعاً ولا ضراً ) ^ إذ القادر المالك هو الله لا غير . | | ^ ( أنزل ) ^ من سماء روح القدس ماء العلم ^ ( فسالت أودية ) ^ القلوب بقدر | استعداداتها ^ ( فاحتمل ) ^ سيل العلم ^ ( زبداً ) ^ من خبث صفات أرض النفس ورذائلها | ودناياها ^ ( ومما يوقدون عليه ) ^ في نار العشق من المعارف والكشوف والحقائق والمعاني | التي تهيج العشق ^ ( ابتغاء ) ^ زينة النفس وبهجتها بها لكونها كمالات لها ^ ( أو متاع ) ^ من | الفضائل الخلقية التي يحصل بسببها ، فإنها مما يتمتع به النفس ^ ( زبد مثله ) ^ خبث كالنظر | إليها ورؤيتها وتصور النفس كونها كاملة أو فاضلة متزينة بزينة تلك الأوصاف وإعجابها | واحتجابها وسائر ما يعد من آفات النفس وذنوب الأحوال ^ ( فأما الزبد فيذهب جفاء ) ^ | مرمياً به منفياً بالعلم كما قال تعالى : ^ ( ليطهركم به ) ^ [ الأنفال ، الآية : 11 ] ، ^ ( وأما ما ينفع | الناس ) ^ من المعاني الحقية والفضائل الخالصة ^ ( فيمكث ) ^ في أرض النفس . | | [ تفسير سورة الرعد من آية 18 إلى آية 22 ] | | ^ ( للذين استجابوا لربهم ) ^ بتصفية الاستعداد عن كدورات صفات النفس | ^ ( الحسنى ) ^ أي : المثوبة الحسنى وهو الكمال الفائض عليهم عند الصفاء المعبر عنه | بقوله تعالى : ^ ( نور على نور ) ^ [ النور ، الآية : 35 ] ، ^ ( والذين لم يستجيبوا ) ^ لم يتزكوا عن | الرذائل البشرية والكدورات الطبيعية لا يمكنهم اللافتداء بكل ما في الجهة السفلية من | الأموال والأسباب التي انجذبوا إليها بالمحبة فأهلكوا نفوسهم ، لأن تلك سبب زيادة | البعد والهلاك ، فكيف تكون سبباً لخلاصهم عن تلك الظلمات وتبرئهم عنها ؟ ، لا | ينفعهم عند رسوخ هيئات التعلق بها في أنفسهم ^ ( أولئك لهم سوء الحساب ) ^ لوقوفهم | مع الأفعال في مقام النفس الذي هو مقام العدل الإلهي ، فلا بد لهم من المناقشة في | الحساب ^ ( ومأواهم جهنم ) ^ صفات النفس ونيران الحرمان وهيئات السوء ^ ( ويخشون | ربهم ) ^ عند تجلي الصفات في مقام القلب ، فيشاهدون جلال صفة العظمة ويلزمهم | الهيبة والخشية ^ ( ويخافون سوء الحساب ) ^ عند تجلي الأفعال في مقام النفس فينظرون | إلى البطش والعقاب فيلزمهم الخوف . |