@ 339 @ | ! 2 < ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا > 2 ! وأخوه هو : القوة العاقلة العملية من أم يوسف | القلب التي هي راحيل النفس اللوامة التي تزوجها يعقوب القلب بعد وفاة ليا النفس | الأمارة ، وإنما قالوا ! 2 < ليوسف وأخوه > 2 ! لأن العقل كما يقتضي تكميل القلب بالعلوم | والمعارف يقتضي تكميل هذه القوة باستنباط أنواع الفضائل من الأخلاق الجميلة | والأعمال الشريفة ونسبتهم إياه إلى الضلال الذي هو البعد عن الصواب بقولهم : ! 2 < إن أبانا لفي ضلال مبين > 2 ! قصورها عن النظر العقلي وبعد طريقه عن طريقتها في تحصيل | الملاذ البدنية وإلقاؤهم إياه في غيابة الجب استيلاؤها على القلب وجذبها إياه إلى | الجهة السفلية بحدوث محبة البدن وموافقاته له حتى ألقي في قعر جب الطبيعة | البدنية ، إلا أنه ألبس قميصاً من الجنة أتى به جبريل إبراهيم عليهما السلام يوم جرد | وألقي في النار ، فألبسه إياه وورثه إسحق وورثه منه يعقوب فعلقه في تميمة على | عنقه ، فأتاه جبريل عليه السلام في البئر فأخرجه وألبسه إياه ، وإلا لغمره الماء وظهرت | عورته ، كما قيل . وهو إشارة إلى صفة الاستعداد الأصلي والنور الفطري وذلك هو | الذي منع إبراهيم عن النار وحماه بإذن الله حتى صارت عليه برداً وسلاماً . واستنزالها | العقل إلى الفكر في باب المعاش وتحصيل أسبابه والتوجه نحوه هو معنى قولهم : | | ! 2 < يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين > 2 ! أي : في ترتيب | المعاش وتهيئة أسبابه على حسب المراد . ومراودتها للعقل عن القلب بالتسويلات | الشيطانية والتعزيرات النفسانية مع كراهية العقل لذلك هو معنى قولهم عند مراودة | يعقوب عنه : ! 2 < أرسله معنا غدا يرتع ويلعب > 2 ! وافتراؤهم على الذئب هو أن القوة | الغضبية إذا ظهرت واستشاطت حجبت القلب بالكلية عن أفعاله الخاصة به . والظاهر | من حالها أنها أقوى إضراراً به وإبطالاً لفعله وحجباً له الذي هو معنى الأكل مع أن | القوة الشهوانية والحواس وسائر القوى أشد نكاية في القلب وأضر به في نفس الأمر | وأجذب له إلى الجهة السفلية وأشد إباء وامتناعاً من قبول السياسات العقلية وطاعة | الأوامر والنواهي الشرعية وإذعان القلب بالموافقة في طلب الكمالات الروحية منها ، | وظهور ذلك الأثر من القوة الغضبية مع كونه بخلاف ذلك في الحقيقة هو الدم الكاذب | على قميصه وابيضاض عين يعقوب في فراقه عبارة عن كلال البصيرة وفقدان نور | العقل عند كون يوسف القلب في غيابة جب الطبيعة ، وبعض السيارة الذي أخرجه من | البئر هو القوة الفكرية وشراؤه من عزيز مصر . | | ! 2 < بثمن بخس دراهم معدودة > 2 ! تسليمهم له إلى عزيز الروح الذي هو من مصر | مدينة القدس بما يحصل للقوة الفكرية من المعاني والمعارف الفائضة عليها من الروح |