@ 338 @ | | [ تفسير سورة يوسف من آية 7 إلى آية 18 ] | ^ ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ) أي : آيات معظمات لمن يسأل | عن قصتهم ويعرفها تدلهم أولاً على أن الاصطفاء المحض أمر مخصوص بمشيئة الله | تعالى لا يتعلق بسعي ساع ولا إرادة مريد ، فيعلمون مراتب الاستعدادات في الأزل . | وثانياً : على أن من أراد الله به خيراً لم يكن لأحد دفعه ومن عصمه الله لم يكن لأحد | رميه بسوء ولا قصده بشر ، فيقوى يقينهم وتوكلهم ويشهدون تجليات أفعاله وصفاته . | وثالثاً : على أن كيد الشيطان وإغواءه أمر لا يأمن منه أحد حتى الأنبياء ، فيكونون منه | على حذر ، وأقوى من ذلك كله أنها تطلعهم من طريق الفهم الذي هو الانتقال الذهني | على أحوالهم في البداية والنهاية وما بينهما وكيفية سلوكهم إلى الله فتثير شوقهم | وإرادتهم وتشحذ بصيرتهم وتقوي عزيمتهم وذلك أن مثل يوسف مثل القلب المستعد | الذي هو في غاية الحسن ، المحبوب ، المرموق إلى أبيه يعقوب العقل ، المحسود من | إخوته من العلات ، أي : الحواس الخمس الظاهرة والخمس الباطنة والغضب والشهوة | بنى النفس إلا الذاكرة ، فإنها لا تحسده ولا تقصده بسوء ، فبقيت إحدى عشرة على | عددهم . وأما حسدهم عليه وقصدهم بالسوء فهو أنها تنجذب بطبائعها إلى لذاتها | ومشتهياتها وتمنع استعمال العقل القوة الفكرية في تحصيل كمالات القلب من العلوم | والأخلاق ، وتكره ذلك ولا تريد إلا استعماله إياها في تحصيل اللذات البدنية | ومشتهيات تلك القوى الحيوانية . ولا شك أن الفكر نظره إلى القلب أكثر ، وميله إلى | تحصيل السعادات القلبية من العلوم والفضائل أشد وأوفر ، وذلك معنى قولهم : |