@ 54 @ | يخلص لنا فيها لترفع بها الغشاوات الطبيعية التي حجبت قلبه عن معدن النور في | الأربعين التي خلق فيها بدنه عند تكونه جنيناً واواحتجابه بالنشأة عن الفطرة كما ورد في | الحديث : ( ( خمر طينة آدم بيده أربعين صباحاً ) ) . وعن وجه قلبه ، وتظهر حكمة التوراة | من قلبه على لسانه ^ ^ ( ثم اتخذتم ) ^ عجل النفس الحيوانية الناقصة إلها من بعد اعتزاله وغيبته عنكم ) ^ ( وأنتم ظالمون ) ^ واضعون العبادة في غير موضعها . | ^ ( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك ) ^ الفعل الشنيع ، والظلم القبيح ، بتوبتكم عند | رجوع موسى إليكم لكي تشكروا نعمة عفوي بتصور تلك النعمة عن المنعم فتستعدوا | لقبول تجلي صفة المنعم . وعلى التأويل الثاني : ^ ( واعدنا موسى ) ^ القلب عند تعلقه | بالبدن واحتجابه عن قومه القوى الروحانية الأربعين التي خلقت فيها بنية بدنه ثم | تعبدتم عجل النفس الحيوانية الطفل من بعد غيبته واحتجابه في حال الصبا ^ ( ثم عفونا | عنكم من بعد ذلك ) ^ التعبد بالبلوغ الحقيقي ، وظهور نور القلب بتجردكم لكي تشكروا | نعمة توفيقي إياكم لذلك التجرد وتهيئتي لأسباب كمالكم بسلوك سبيل صفاتي . | ^ ( وإذ آتينا موسى ) ^ القلب كتاب المعقولات والحكم والمعارف والتمييز الفارق | بين الحق والباطل ، لكي تهتدوا بنور هداه . وعلى الوجه الأول غني عن التأويل . | ^ ( ظلمتم أنفسكم ) ^ نقصتم حقوقها وحظوطها من الثواب والتجليات المذكورة ^ ( فتوبوا ) ^ | إلى خالقكم برفع الحجاب الأول لدلالة ذكر البارئ عليه ^ ( فأقتلوا أنفسكم ) ^ بسيف | الرياضة ومنعها عن حظوظها وأفعالها الخاصة بها على سبيل الاستقلال وقمع هواها | التي هي روجها التي تحيا هي بها ، وعلى الثاني ألهم القلب قواه أنكم نقصتم حقوقكم | بتعبد النفس فارجعوا إلى بارئكم بنور هداه فامنعوا أنفسكم بالرياضة عما ضربتم | فاقتلوها عن حياتها العارضة لها بغلبة الهوى لتحيوا بحياتكم الأصلية فتقبل توبتكم . | [ آية 55 - 57 ] | ^ ( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن ) ^ لأجل هدايتك الإيمان الحقيقي حتى تصل إلى | مقام المشاهدة والعيان ^ ( فأخذتكم ) ^ صاعقة الموت الذي هو الفناء في التجلي الذاتي | ^ ( وأنتم ) ^ تراقبون أو تشاهدون . ^ ( ثم بعثناكم ) ^ بالحياة الحقيقية والبقاء بعد الفناء لكي | تشكروا نعمة التوحيد والوصول بالسلوك في الله ^ ( وظللنا عليكم ) ^ غمام تجلي الصفات | لكونها حجب شمس الذات المحرقة بالكلية ، ^ ( وأنزلنا عليكم ) ^ من الأحوال | والمقامات الذوقية الجامعة بين الحلاوة وإسهال رذائل أخلاق النفس كالتوكل والرضا ، |