@ 298 @ | لازم التفقه الجهاد الأكبر ثم الأصغر فلذلك قال بعده : ! 2 < قاتلوا الذين يلونكم > 2 ! من | كفار قوى نفوسكم التي هي أعدى عدوكم ! 2 < وليجدوا فيكم غلظة > 2 ! أي : قهراً وشدة | حتى تبلغوا درجة التقوى فينزل عليكم النصر من عند الله كما قال : ^ ( واعلموا أن الله | مع المتقين ) . | | ^ ( أو لا يرون أنهم يفتنون ) ^ الآية ، البلاء قائد من الله تعالى يقود الناس إليه . وقد | ورد في الحديث : ' البلاء سوط من سياط الله تعالى ، يسوق به عباده إليه ' . فإن كل | مرض وفقر وسوء حال يحل بأحد يكسر ثورة نفسه وقواها ويقمع صفاتها وهواها ، | فيلين القلب ويبرز من حجابها وينزعج من الركون إلى الدنيا ولذاتها وينقبض منها | ويشمئز ، فيتوجه إلى الله تعالى . وأقل درجاته أنه إذا اطلع على أن لا مفر منه إلا | إليه ، ولم يجد مهرباً ومحيصاً من البلاء سواه ، تضرع إليه وتذلل بين يديه ، كما قال | تعالى : ^ ( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين ) ^ [ لقمان ، الآية : 32 ] ، ^ ( وإذا | مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً ) ^ [ يونس ، الآية : 12 ] ، وبالجملة يوجب | رقة الحجاب أو ارتفاعه فليغتنم وقته وليتعوذ وليتخذ ملكة يعود إليها أبداً حتى يستقر | التيقظ والتذكر وتتسهل التوبة والحضور فلا يتعود الغفلة عند الخلاص وتتقوى النفس | عند الأمان فتغلب وينسبل الحجاب أغلظ مما كان كما قال : ^ ( فلما نجاهم إلى البر إذا | هم يشركون ) ^ [ العنكبوت ، الآية : 65 ] ، ^ ( فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر | مسه ) ^ [ يونس ، الآية : 12 ] . | | [ تفسير سورة التوبة من آية 128 إلى آية 129 ] | | ^ ( رسول من أنفسكم ) ^ ليكون بينكم وبينه جنسية نفسانية بها تقع الألفة بينكم | وبينه فتخالطونه بتلك الجنسية وتختلطون به فتتأثر من نورانيتها المستفادة من نور قلبه | أنفسكم فتتنور بها وتنسلخ عنها ظلمة الجبلة والعادة ^ ( عزيز عليه ) ^ شديد شاق عليه ، | عنتكم مشقتكم ولقاؤكم المكروه لرأفته اللازمة للمحبة الإلهية التي له لعباده ورؤيته | إياهم بمثابة أعضائه وجوارحه لكونه ناظراً بنظر الوحدة . فكما يشق على أحدنا تألم | بعض أعضائه ، يشق عليه تعذيب بعض أمته ^ ( حريص عليكم ) ^ لشدة اهتمامه بحفظكم | كما يشتد اهتمام أحدنا بكل واحد من أجزاء جسده وجوارحه لا يرضى بنقص أقل | جزء منه ولا بشقائه فكذلك هو ، بل أشد اهتماماً لدقة نظره ^ ( بالمؤمنين رؤوف ) ^ | ينجيهم من العقاب بالتحذير عن الذنوب والمعاصي برأفته ^ ( رحيم ) ^ يفيض عليهم |