@ 49 @ | ! 2 < بعضكم لبعض عدو > 2 ! حال من الهبوط مقيد له إذ الهبوط إلى الدنيا التي هي الجهة | السفلية يستلزم كون مطالبها جزئية في ضيق المادة محصورة لا تحتمل الشركة . وكلما | حظي بها أحد حرم منها غيره فمنعه ، فيقع بينهما العداوة والبغضاء بخلاف المطالب | الكلية وجمع الخطاب لأن خطابهما خطاب النوع إذ الأصل يتناول الفرع ! 2 < ولكم في الأرض > 2 ! أي : في هذه الجهة ! 2 < مستقر > 2 ! استقرار ! 2 < ومتاع > 2 ! تمتع ! 2 < إلى حين > 2 ! أي : | حين تجردهما بالموت الإرادي وانقطاع حظوظهما بالموت الطبيعي وقيام أحد القيامتين | الكبرى أو الصغرى . | | ! 2 < فتلقى آدم من ربه كلمات > 2 ! أي : استقبل من جهة ربه أنواراً وأطواراً ، أي : | مراتب من الملكوت والجبروت وأرواحاً مجردة ، إذ كل مجرد كلمة لأنه من عالم | الأمر كما سمي عيسى كلمة أو تلقن منه معارف وعلوماً وحقائق . ! 2 < فتاب عليه > 2 ! تقبل | رجوعه إليه بالتجرد عن الملابس الطبيعية والانخراط في سلك الأنوار الملكوتية ، | والاتصاف بالكمالات القدسية ، والتجلي بالعلوم الحقيقية . وأصل تاب عليه : ألقى | الرجوع عليه وجعله راجعاً . ولعمري إنها هي التوبة المقبولة لا الرجوع الناشئ من | قبله . ! 2 < إنه هو التواب > 2 ! الكثير القبول لتوبة عبادة ! 2 < الرحيم > 2 ! الذي سبقت رحمته | غضبه ، فيرحم عبده في حين غضبه ، كما جعل غضبه على آدم سبب كماله ورجوعه | إليه وبعده ليتقرب منه . | [ آية 38 - 40 ] | | ! 2 < قلنا اهبطوا منها جميعا > 2 ! كرر ذلك الأمر بالهبوط ليفيد أنه هو الذي أراد ذلك | ولولا إرادته لما قدر إبليس على إغوائهم ، لهذا أسند الإهباط إلى نفسه مجرداً عن | التعليق بالسبب بعد إسناد إخراجهما إلى الشيطان ، فهو قريب مما قال لنبيه : ! 2 < وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى > 2 ! [ الأنفال ، الآية : 17 ] فتفطن منه سر قضائه وقدره | وبين وجه حكمة الإهباط بتعقيبه بقوله : ! 2 < فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون > 2 ! وإيراده بالفاء إذ لولا الهبوط لما أمكنهم من متابعة | الهدى ، ولما تميز السعيد والشقي ، ولا حصل استحقاق الثواب والعقاب ، ولبطل دار | الجزاء من الجنة والنار ، بل ما وجدت . والهدى هو الشرع فمن تبعه أمن سوء العاقبة | فلم يخف مما يأتي من العقاب والفناء ، وتسلى عن الشهوات واللذات ، فلم يحزن | على ما فاته من حطام الدنيا ونعيمها لاكتحال بصيرته بنور المتابعة واهتدائه إلى ما لا |