@ 48 @ | انقياده للعقل ، وامتناعه لقبول حكمه ، واستكباره تفوقه على الخلقة الطينية والملائكة | السماوية والأرضية بعدم وقوفه على حده من إدراك المعاني الجزئية المتعلقة | بالمحسوسات وتعديه عن طوره بخوضه في المعاني العقلية والأحكام الكلية . ! 2 < وكان من الكافرين > 2 ! المحجوبين في الأزل عن الأنوار العقلية والزوجية فضلاً عن نور | الوحدة . | [ آية 35 ] | | ! 2 < وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة > 2 ! زوجته : هي النفس ، وسميت حواء | لملازمتها الجسم الظلماني إذ الحياة هي اللون الذي يغلب عليه السواد كما أن القلب | سمي آدم لتعلقه بالجسم دون الملازمة بالانطباع إذ الأدمة هي السمرة أي : اللون الذي | يضرب إلى السواد ولولا تعلقه لما سمي آدم . والجنة المأمور بملازمتهما إياها هي | سماء عالم الروح التي هي روضة القدس أي ألزما سماء الروح . | ! 2 < وكلا منها رغدا حيث شئتما > 2 ! أي : توسعا وتفسحا في تلقي معانيها ومعارفها | وحكمها التي هي الأقوات القلبية والفواكة الروحية توسعاً بالغاً على أي وجه ومن | أي مرتبة وحال ومقام شئتما إذ هي دائمة غير منقطعة ولا محجورة ! 2 < فتكونا من الظالمين > 2 ! الواضعين النور في محل الظلمة الذي ليس موضعه والناقصين من نور | استعدادكما وحظكما من عالم النور ، فإن الظلم في العرف هو وضع الشيء في غير | موضعه وفي اللغة نقص الحق والحظ الواجب . | [ آية 36 - 37 ] | ! 2 < فأزلهما الشيطان عنها > 2 ! أي : حملهما على الزلة من مقامهما إلى مهوى الطبيعة | عن الجنة بتسويل الملاذ الجسمانية ودوامها عليهما ^ ( فأخرجهما مما كان فيه ) ^ من | النعيم والروح الدائم . وقيل : بينما هما يتفرجان في الجنة إذ راعهما طاووس تجلى | لهما على سور الجنة ، فدنت حواء منه وتبعها آدم فوسوس لهما الشيطان من وراء | الجدار . وقيل : توسل بحية تتسور الجنة فأخذ بذنبها وصعد الجنة . والأول إشارة إلى | توسله من قبل الشهوة خارج الجنة . والثاني : إلى توسله بالغضب . وتسوره جدار | الجنة : إشارة إلى أن الغضب أقرب إلى الأفق الروحاني والحيز القلبي من الشهوة . | ! 2 < وقلنا اهبطوا > 2 ! أي : ألزمناهم الهبوط إلى الجهة السفلية التي هي العالم الجسماني |