@ 246 @ | | ثم أراد أن يبين أن الرذائل الثلاث مستلزمة باجتماعها رذيلة الجور التي هي | أعظمها وجماعها كما أن فضائلها تستلزم العدالة التي هي كمالها والشاملة لها فقال : | ! 2 < ولا تقربوا مال اليتيم > 2 ! بوجه من الوجوه ! 2 < إلا بالتي هي أحسن > 2 ! إلا بالخصلة التي | هي أحسن من حفظه وتثميره ! 2 < حتى يبلغ أشده > 2 ! فينتفع به ، لا بالأكل والإنفاق في | مآربكم والإتلاف فإنه أفحش . ولما بين تحريم أجناس الرذائل الأربع بأسرها على | التفصيل أمر بإيجاب الفضائل الأربع بالإجمال ، إذ تفصيل الرذائل يغني عن تفصيل | مقابلاتها وذلك أنها مندرجة بأسرها في العدالة فأمر بها في جميع الوجوه فعلاً وقولاً | وقال : ! 2 < وأوفوا الكيل والميزان بالقسط > 2 ! أي : حافظوا على العدل فيما بينكم وبين | الخلق مطلقاً ! 2 < وإذا قلتم فاعدلوا > 2 ! أي : لا تقولوا إلا الحق ! 2 < ولو كان > 2 ! المقول فيه | ! 2 < ذا قربى > 2 ! فلا تميلوا في القول له أو عليه إلى زيادة أو نقصان ! 2 < وبعهد الله أوفوا > 2 ! | أي : بالتوحيد والطاعة وكل ما بينكم وبين الله من لوازم العهد السابق بالعقد اللاحق . | ولما كان سلوك طريقة الفضيلة التي هي طريقة الوحدة والتوجه إلى الحق صعباً ، كما | قيل : أدق من الشعرة وأحد من السيف ، وخصوصاً في الأفعال إذ مراعاة الوسط فيها | بلا ميل ما إلى طرف الإفراط والتفريط في غاية الصعوبة . قال بعد قوله : ^ ( وأوفوا | الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلى وسعها ) ^ فبين أنه جمع في هذا المقام بين | النهي عن جميع الرذائل والأمر بجميع الفضائل كلها بحيث لا يخرج منها جزئي ما من | جزئياتها ، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنه : إن هذه آيات محكمات لم ينسخهن | شيء من جميع الكتب . واتفق على قوله أهل الكتابين وجميع الملل والنحل . وقال | كعب الأحبار : والذي نفس كعب بيده إنها لأول شيء في التوراة . ! 2 < ذلكم > 2 ! أي : ما | ذكر من وجوب الانتهاء عن جميع الرذائل والاتصاف بجميع الفضائل ! 2 < وصاكم به > 2 ! | في جميع الكتب على ألسنة جميع الرسل ! 2 < لعلكم تذكرون > 2 ! عند سماعها ما وهب الله | لكم من الكمال وأودع استعدادكم في الأزل . | | ! 2 < وأن هذا > 2 ! أي : طريق الفضائل لأن منبع الفضيلة هي الوحدة . ألا ترى أنها | أواسط واعتدالات بين طرفي إفراط وتفريط لا يمكن سلوكها على التعيين بالحقيقة إلا | لمن استقام في دين الله إليه وأيده الله بالتوفيق لسلوك طريق الحق حتى وصل إلى | الفناء عن صفاته ثم عن ذاته . ثم اتصف في حال البقاء بعد الفناء بصفاته تعالى حتى | قام بالله فاستقام فيه وبه فحينئذ يكون صراطه صراط الحق وسيره سير الله ! 2 < صراطي مستقيما > 2 ! أي : طريقي لا يسلكها إلا من قام بي مستوياً غير مائل إلى اليمين والشمال | لغرض ! 2 < فاتبعوه ولا تتبعوا السبل > 2 ! من المذاهب المتفرقة والأديان المختلفة فإنها |