@ 43 @ | الأفعال أن لهم مراداتهم ومشتهياتهم فوق ما تصوروا وتمنوا ، التنكير الجنات ، | والجنات الجارية من تحتها الأنهار أبهى وأطيب ما يكون من مقام ، وألذ وأحلى ما | يكون من مرام لأهل الدنيا ، فهي لنفوسهم من جنس جنات الدنيا ، وأصفى منها | بحسب المعاد الجسماني ، فإنه حق كما ستعلم . ! 2 < كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل > 2 ! في الدنيا ، فإنها مألوفهم ! 2 < وأتوا > 2 ! بالرزق ! 2 < متشابها > 2 ! | ولقلوبهم هي مقاماتهم ، كالتوكل مثلاً ، وروضات عالم القدوس التي تنشأ من كل | مرتبة منها أنهار علوم تنفع السالكين ، وتنفع علة المتعطشين المشتاقين . والثمرات هي | الحكم والمعارف ، وقولهم : ! 2 < هذا الذي رزقنا من قبل > 2 ! إشارة إلى أن تلك العلوم | والحكم كانت ثابتة للقلب حالة التجرد ، فاحتجبت عنها بالتوغل في الأمور الطبيعية | عند التعليق فنسيتها ، ثم تذكرت حين تجردت عن ملابسها لقوله عليه الصلاة والسلام : | ( ( الحكمة ضالة المؤمن ) ) . والأزواج لنفوسهم الحور العين المطهرة عن الطمث | والفواحش ، ولقلوبهم النفوس القدسية المطهرة عن دنس الطبائع وكدر العناصر ، ولا | جنة لأرواحهم لاحتجابهم عن المشاهدة . | ! 2 < إن الله لا يستحي > 2 ! لا يمتنه المستحيي ! 2 < أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها > 2 ! إذ الكافر عنده أحقر من بعوضة ، والدنيا من جناحها ، كما نطلق به الحديث . | ! 2 < أنه الحق من ربهم > 2 ! لمناسبة الممثل به الممثل له ! 2 < وما يضل به إلا الفاسقين > 2 ! الذين | خرجوا من مقام القلب إلى مقام النفس ، ومن طاعة الرحمن إلى طاعة الشيطان . وهم | الفريق الثاني من الأشقياء لا الفريق الأول ، فإنهم ضالون في نفس الأمر على أي حال | كان لا به ولا بسبب آخر . وإضلالهم به مسبب عن فسقهم في الحقيقة ، إذ ترتيب | الحكم على الوصف يشعر بالعلية وهي زيادة عنادهم وإنكارهم وحقدهم وغلبة صفات | نفوسهم على قلوبهم بورود القرآن فيزيدهم بعداً وظلمة على ظلمة . | [ آية 27 ] | ! 2 < الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه > 2 ! هو الذي أشار إليه في قوله : ! 2 < وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى > 2 ! [ الأعراف ، | الآية : 172 ] . وقد ورد في الحديث : ( ( أن الله تعالى مسح ظهر آدم بيده وأخرج ذريته | منه كهيئة الذر ) ) . . . الحديث . فيد الله هو العقل الأقداس ، والروح الأول الذي هو |