@ 42 @ | | ! 2 < فإن لم تفعلوا > 2 ! فأذعنوا وأسلموا وآمنوا ، واتركوا العناد المفضي بكم إلى | النار . فحذف الملزوم الذي هو الإيمان أو الإسلام ، وأقام لازمه الذي هو اتقاء النار | مقامه ليكون أدل على أن الإنكار موجب لدخول النار وحصول العذاب لهم . وقوله : | ! 2 < ولن تفعلوا > 2 ! اعتراض على طريق الإخبار بالغيب للعلم بامتناع عقول المحجوبين وعن | مثله . والمراد بالنار احتراقهم بثورة نفوسهم ، وشرر طباعهم المصروفة عن الروح | القدسي الروحاني ، والنسيم الذوقي الرحماني ، المحرومة عن لذة برد اليقين ، وسلامة | دار القرار المقطوعة بالمألوفات الحسية ، واللذات البدنية الممنوعة ، بما خبريت به | وألفته مع بقاء حنينها إليه وولهها ، ورسوخ هيئات التعلق بالأمور السفلية ، ومحبة | الأجساد الأرضية فيها التي هي سبب استيقاد نيرانها ، ولهذا قال : ! 2 < وقودها الناس والحجارة > 2 ! أي : الأمور الجاسية ، السفلية ، الصامتة ، التي تعلقوا بها بالمحبة فرسخت | صورها في أنفسهم ، وسجنت نفوسهم بميلهم إليها ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ( المرء | يحشر مع من أحب حتى لو أحب أحدكم حجراً حشر معه ) ) ، وكيف لا ، وقد ركزت | صورته في نفسه بالمحبة بحيث صار صورة قلبه صورته . | | وأعلم أن حرارة النار تابعة لصورتها النوعية التي هي روحانيتها وملكوتها ، وإلا | ساوت سائر الأجسام في خواصها ، وتلك الروحانية شر من نار ، قهر الله المعنوية | بعد تنزلها في مراتب كثيرة كتنزلها في مرتبة النفس بثورة الغضب ، إذ ربما تؤثر ثورة | الغضب في إحراق الأخلاق ما لا تؤثر النار في الحطب . ومن هذا يعلم أن كل | مسخن لا يجب أن يكون حاراً . وإذا كانت النار الجسمانية أثراً للنار الروحانية ، فلا | جرم أن إيلامها أشد وأدوم من إيلام هذه النار ، كيف وكل قوة جسمانية متناهية دون | القوى الروحانية ؟ ولهذا المعنى يقال : إن نار جهنم غسلت بالماء سبعين مرة ، ثم | أنزلت إلى الدنيا ليمكن الانتفاع بها ! 2 < أعدت للكافرين > 2 ! المحجوبين عن الدين | لانقطاعهم دون مرادهم . | [ آية 25 - 26 ] | | ! 2 < وبشر الذين آمنوا > 2 ! بالصانع وعملوا ما يصلحهم للجنة بمقتضى علمهم بتوحيد |