@ 171 @ | % ( مقام النبوة في برزخ % دوين الولي وفوق الرسول ) % | | فلا يرسل الرسول إلا للطاعة ، إذ حكمه حكم الله باعتبار التبليغ فيجب أن | يطاع ، ولا يطاع إلا بإذنه ، فإن من حجب عنه بقصور الاستعداد كالكافر الأصلي | والشقي الحقيقي ، أو بالرين ومحو الاستعداد كالمنافق ليس بمأذون له في الطاعة في | الحقيقة . ! 2 < ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم > 2 ! بمنعها عن حقوقها التي هي كمالاتها الثابتة | فيها بالقوة ، وتكدير الاستعداد بالتوجه إلى طلب اللذات الحسية والأغراض الفانية | ! 2 < جاؤوك > 2 ! بالإرادة التي هي مقتضى استعدادهم ! 2 < فاستغفروا الله > 2 ! طلبوا من الله ستر | صفات نفوسهم التي هي مصادر تلك الأفعال الحاجبة لما في استعدادهم بنور صفاته | ! 2 < واستغفر لهم الرسول > 2 ! بإمدادهم بنور صفاته التي هي صفات الله عز وجل لرابطة | الجنسية التي بينهم وبين نفسه ، ومكان الإرادة والمحبة التي تستلزم قربهم منه | وامتزاجهم به ! 2 < لوجدوا الله توابا > 2 ! مطهراً ، مصفياً لاستعدادهم بنوره ، إذ قبول التوبة | هو إلقاء نور الصفات عليهم ، وتنوير بواطنهم بهيئة نورية تعصمهم من الخطأ في | الأفعال لبعد النور عن الظلمة ! 2 < رحيما > 2 ! يفيض عليهم رحمة الكمال اللائق بهم من الإيقان | العلمي أو العيني أو الحقي . | | ! 2 < فلا وربك لا يؤمنون > 2 ! الإيمان الحقيقي التوحيدي ! 2 < حتى يحكموك > 2 ! لكون | حكمك حكم الله ، وإنما حجبت الذات بالصفات ، والصفات بالأفعال ، فإذا تشاجروا | وقفوا مع صفاتهم محجوبين عن صفات الحق أو مع أفعالهم محجوبين عن أفعال | الحق ، فلم يؤمنوا حقيقة . فإذا حكموك انسلخوا عن أفعالهم ، وإذا لم يجدوا في | أنفسهم حرجاً من قضائك انسلخوا عن إرادتهم فصاروا إلى مقام الرضا ، وعن علمهم | وقدرتهم فصاروا إلى مقام التسليم فلم يبق لهم حجاب من صفاتهم واتصفوا بصفات | الحق فانكشف لهم في صورة الصفات فعلموا أنك هو قائم به ، لا بنفسك ، عادل | بالحقيقة بعدله ، فتحقق إيمانهم بالله . | | [ تفسير سورة النساء من آية 66 إلى آية 96 |