@ 164 @ | فتحتجبوا وتتعذبوا بنيران الحرمان منه ^ ( إن الله كان بكل شيء ) ^ مما يخفى عليكم ، | كامناً في استعدادكم بالقوة ! 2 < عليما > 2 ! فيجيبكم بما يليق بكم كما قال : ^ ( وءاتكم من | كل ما سألتموه ) ^ [ إبراهيم ، الآية : 34 ] أي : بلسان الاستعداد الذي ما دعاه أحد به إلا | أجاب ، كما قال : ! 2 < ادعوني أستجب لكم > 2 ! [ غافر ، الآية : 40 ] . | | ! 2 < واعبدوا الله > 2 ! خصصوه بالتوجه إليه ، والفناء فيه ، الذي هو غاية التذلل ! 2 < ولا تشركوا به شيئا > 2 ! بإثبات وجوده ! 2 < وبالوالدين إحسانا > 2 ! وأحسنوا بالروح والنفس اللذين | تولد القلب منهما وهو حقيقتكم ، لستم إلا إياه ، ووفوا حقوقهما وراعوهما حق | المراعاة بالاستفاضة من الأول ، والتوجه إليه بالتسليم والتعظيم وتزكية الثانية ، وحفظها | من أدناس محبة الدنيا ، والتذلل بالحرص والشره وأمثالهما ، ومن شر الشيطان وعداوته | إياها وأعينوها بالرأفة والحمية بتوفير حقوقها عليها ، ومنع الحظوظ عنها ! 2 < وبذي القربى > 2 ! الذي يناسبكم في الحقيقة بحسب القرب في الاستعداد الأصلي والمشاكلة | الروحانية ! 2 < واليتامى > 2 ! المستعدين المنقطعين عن نور الروح القدسي الذي هو الأب | الحقيقي ، بالاحتجاب عنه ! 2 < والمساكين > 2 ! العاملين الذين لا مال لهم ، أي : لا حظ من | العلوم والمعارف والحقائق ، فسكنوا ولم يقدروا على المسير وهم السعداء الصالحون | الذين مآلهم إلى جنة الأفعال . | | ! 2 < والجار ذي القربى > 2 ! الذي هو في مقام من مقامات السلوك ، قريب من مقامك | ! 2 < والجار الجنب > 2 ! الذي هو في مقامه بعيد من مقامك ، ! 2 < والصاحب بالجنب > 2 ! والرفيق | الذي هو في عين مقامكم ويرافقكم في سيركم ! 2 < وابن السبيل > 2 ! أي : السالك في طريق | الحق ، الداخل في الغربة عن مأوى النفس الذي لم يصل إلى مقام من مقامات أهل | الله ! 2 < وما ملكت أيمانكم > 2 ! من أهل إرادتكم ومحبتكم ، الذين هم عبيدكم كلاً بما | يناسبه ويليق به من أنواع الإحسان ، وإن شئت أولت ذي القربى بما يتصل به من | الملكوت العالية من المجردات واليتامى بالقوى الروحانية كما مر . والمساكين بالقوى | النفسانية من الحواس الظاهرة وغيرها . والجار ذي القربى بالعقل ، والجار الجنب | بالوهم ، والصاحب بالجنب بالشوق والإرادة ، وابن السبيل بالفكر ، والمماليك | بالملكات المكتسبة التي هي مصادر الأفعال الجميلة . | | ! 2 < إن الله لا يحب من كان مختالا > 2 ! يسعى في السلوك بنفسه لا بالله ، معجباً | بأعماله ! 2 < فخورا > 2 ! مبتهجاً بأحواله ومقاماته وكمالاته ، محتجباً برؤيتها ورؤية اتصافه | بها . | | تفسير سورة النساء من آية 37 إلى آية 41 |