@ 153 @ | على صورة غلوله بما غل بعينه . | | ! 2 < أفمن اتبع رضوان الله > 2 ! أي : النبي في مقام الرضوان التي هي جنة الصفات ، | لاتصافه بصفات الله ، والغال في مقام السخط لاحتجابه بصفات نفسه ! 2 < ومأواه > 2 ! أسفل | حضيض النفس المظلمة ، فهل يتشابهان ؟ ! 2 < هم درجات > 2 ! أي : كل من أهل الرضا | وأهل السخط ذوو درجات متفاوتات أو هم مختلفون اختلاف الدرجات ! 2 < قل هو من عند أنفسكم > 2 ! لا ينافي قوله تعالى : ! 2 < قل كل من عند الله > 2 ! [ النساء ، الآية : 78 ] لأن السبب | الفاعلي في الجميع هو الحق تعالى ، والسبب القابلي أنفسهم ، ولا يفيض من الفاعل | إلا ما يليق بالاستعداد ويقتضيه ، وباعتبار الفاعل يكون من عند الله ، وباعتبار القابل | يكون من عند أنفسهم . واستعداد الأنفس إما أصلي وإما عارضي ، والأصلي من فيضه | الأقدس على مقتضى مشيئته ، والعارضي من اقتضاء قدره . فهذا الجانب أيضاً ينتهي | إليه ، ومن وجه آخر ما يكون من أنفسهم أيضاً يكون من الله نظراً إلى التوحيد ، إذ لا | غير ثمة ! 2 < وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا > 2 ! أي : وليتميز المؤمنون والمنافقون في | العلم التفصيلي . | | ! 2 < ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله > 2 ! سواء كان قتلهم بالجهاد الأصغر ، وبذل | النفس طلباً لرضا الله ، أو بالجهاد الأكبر ، وكسر النفس ، وقمع الهوى بالرياضة | ! 2 < أمواتا بل أحياء عند ربهم > 2 ! بالحياة الحقيقية مجردين عن دنس الطبائع ، مقربين في | حضرة القدس ! 2 < يرزقون > 2 ! من الأرزاق المعنوية ، أي المعارف والحقائق واستشراق | الأنوار ، ويرزقون في الجنة الصورية كما يرزق سائر الأحياء . فإن للجنان مراتب | بعضها معنوية وبعضها صورية ، ولكل من المعنوية والصورية درجات على حسب | الأعمال ، فالمعنوية جنة الذات وجنة الصفات وتفاضل درجاتها على حسب تفاضل | درجات أهل الجبروت والملكوت ، والصورية جنة الأفعال وتفاوت درجاتها على | حسب تفاوت درجات عالم الملك من السموات العلى ، وجنات الدنيا وعن | النبي صلى الله عليه وسلم : ' لما أصيب إخوانكم بأحد ، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، | تدور في أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب ، معلقة في ظل | العرش ' . فالطير الخضر : إشارة إلى الأجرام السماوية ، والقناديل هي الكواكب ، أي | تعلقت بالنيرات من الأجرام السماوية لنزاهتها ، وأنهار الجنة منابع العلوم ومشارعها ، | وثمارها الأحوال والمعارف والأنهار ، والثمار الصورية على حسب جنتهم المعنوية أو | الصورية . فإن كل ما وجد في الدنيا من المطاعم والمشارب والمناكح والملابس وسائر | الملاذ والمشتهيات ، موجود في الآخرة وفي طبقات السماء ألذ وأصفى مما في الدنيا . |