@ 150 @ | الحرب بعد الاتفاق وما صبرتم عن حظ الدنيا ، وعصيتم الرسول بترك ما أمركم به من | ملازمة المركز ، وملتم إلى زخرف الدنيا ! 2 < من بعد ما أراكم ما تحبون > 2 ! من الفتح | والغنيمة وحان زمان شكركم لله ، وشدة إقبالكم عليه ، فذهلتم عنه ، فكان أشرفكم | يريد الآخرة والباقون يريدون الدنيا ، ولم يبق فيكم من يريد الله منعكم نصره ! 2 < ثم صرفكم عنهم ليبتليكم > 2 ! بما فعلتم فكان الابتلاء لطفاً بكم وفضلاً ! 2 < والله ذو فضل على المؤمنين > 2 ! في الأحوال كلها ، إما بالنصرة وإما بالابتلاء ، فإن الابتلاء فضل ولطف | خفي ليعلموا أن أحوال العباد جالبة لظهور أوصاف الحق عليهم فما أعدوا له نفوسهم | موهوب لهم من عند الله كما مر في قوله : ' مطيع من أطاعني ' . كما يكونون مع الله | يكون الله معهم ، ولئلا يناموا إلى الأحوال دون المسلكات ، وليتمرنوا بالصبر على | الشدائد ، والثبات في المواطن ، ويتمكنوا في اليقين ، ويجعلوه ملكاً لهم ، ومقاماً ، | ويتحققوا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، ولا يميلوا إلى الدنيا | وزخرفها ، ولا يذهلوا عن الحق ، ولا يبيعوه بالدنيا والآخرة ، وليكون عقوبة عاجلة | للبعض فيتمحصوا عن ذنوبهم وينالوا درجة الشهادة برفع الحجب ، خصوصاً حجاب | محبة النفس ، فيلقوا الله طاهرين . ولهذا قال تعالى : ! 2 < ولقد عفا عنكم > 2 ! [ آل | عمران ، الآية : 152 ] ، إذ الابتلاء كان سبب العفو . | | ! 2 < فأثابكم غما بغم > 2 ! أي : صرفكم عنهم فجازاكم غماً بسبب غم لحق رسول الله | من جهتكم ، بعصيانكم إياه ، وفشلكم وتنازعكم ، أو غماً بعد بغم أي : غماً مضاعفاً | لتتمرنوا بالصبر على الشدائد والثبات فيها ، وتتعودوا رؤية الغلبة والظفر والغنيمة | وجميع الأشياء من الله لا من أنفسكم فلا ! 2 < تحزنوا على ما فاتكم > 2 ! من الحظوظ | والمنافع ! 2 < ولا ما أصابكم > 2 ! من الغموم والمضار . | | [ تفسير سورة آل عمران آية 154 ] | | ^ ( ثم ) ^ خلى عنكم الغم بالأمن وإلقاء النعاس على الطائفة الصادقين دون | المنافقين الذين ! 2 < أهمتهم أنفسهم > 2 ! لا نفس الرسول ولا الذين وافقوا علامة للعفو | ! 2 < لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم > 2 ! لقوله تعالى : ! 2 < ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها > 2 ! [ الحديد ، الآية : 22 ] . |