@ 149 @ | | ! 2 < وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا > 2 ! فمن كان موقناً شاهد هذا | المعنى ، فكان من أشجع الناس كما حكى حاتم بن الأصم عن نفسه أنه شهد مع | الشقيق البلخي رحمهما الله ، بعض غزوات خراسان . قال : فلقيني شقيق وقد حمى | الحرب ، فقال : كيف تجد قلبك يا حاتم ؟ قلت : كما كان ليلة الزفاف ، بين الحالين . | فوضع سلاحه وقال : أما أنا فهكذا . ووضع رأسه على ترسه ونام بين المعركة حتى | سمعت غطيطه . وهذا غاية في سكون القلب إلى الله ووثوقه به لقوة اليقين ! 2 < سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب > 2 ! الآية ، جعل إلقاء الرعب في قلوب الكفار مسبباً عن | شركهم ، لأن الشجاعة وسائر الفضائل اعتدالات في قوى النفس من وقوع ظل الوحدة | عليها عند تنورها بنور القلب المنور بنور الوحدة ، فلا تكون تامة حقيقة إلا للموحد | الموقن في توحيده . وأما المشرك فلأنه محجوب عن منبع القوة والقدرة بما أشرك بالله | من الموجود المشوب بالعدم لإمكانه الخفي الوجود ، الضعيف ، الذي لم يكن له | بحسب نفسه قوة ولا وجود ولا ذات في الحقيقة ، ولم ينزل الله بوجوده حجة لوجوده | أصلاً لتحقق عدمه بحسب ذاته ، فليس له إلا العجز والجبن وجميع الرذائل ، إذ لا | يكون أقوى من معبوده وإن اتفقت له دولة أو صولة أو شوكة فشيء لا أصل له ولا | ثبات ولا بقاء كنار العرفج مثلما كانت دولة المشركين . | | [ تفسير سورة آل عمران من آية 152 إلى آية 153 ] | | ! 2 < ولقد صدقكم الله وعده > 2 ! أي : وعدكم النصر إن تصبروا وتتقوا ، فما دمتم | على حالكم من قوة الصبر على الجهاد وتيقن النصر والثبات على اليقين واتفاق الكلمة | بالتوجه إلى الحق والاتقاء عن مخالفة الرسول وميل النفوس إلى زخرف الدنيا | والإعراض عن الحق ، مجاهدين لله لا للدنيا ، كان الله معكم بالنصر ، وإنجاز الوعد ، | وكنتم تقطعونهم بإذنه وتهزمونهم ! 2 < حتى إذا فشلتم > 2 ! أي : جبنتم بدخول الضعف في | يقينكم وفساد اعتقادكم في حق نفسه بتجويز غلوله في الغنيمة ! 2 < وتنازعتم > 2 ! في أمر |