@ 143 @ | ومن أين يتوافق العلو والسفل ؟ فبينهما عداوة حقيقية وتخالف ذاتي لا تخفى آثاره كما | بين الله تعالى بقوله : ! 2 < قد بدت البغضاء من أفواههم > 2 ! لامتناع اختفاء الوصف الذاتي . | قال النبي صلى الله عليه وسلم : ' ما أضمر أحد شيئاً إلا وأظهره الله في فلتات لسانه وصفحات | وجهه ' . ! 2 < وما تخفي صدورهم أكبر > 2 ! لأنه نار وهذا شرار ، ذاك أصل ، وهذا فرعه | ! 2 < قد بينا لكم الآيات > 2 ! دلائل المحبة والعداوة وأسبابهما ! 2 < إن كنتم تعقلون > 2 ! أي : | تفهمون من فحوى الكلام . | | [ تفسير سورة آل عمران آية 119 ] | | ! 2 < ها أنتم أولاء تحبونهم > 2 ! بمقتضى التوحيد ، إذ الموحد يحب الناس كلهم | بالحق للحق ، ويراهم متصلين بنفسه اتصال الأحماء والأقرباء بل اتصال الأجزاء ، | فينظر إليهم بنظر الرحمة الإلهية والرأفة الربانية ، ويعطف عليهم مترحماً إذ يراهم أهل | الرحمة شغلوا بالباطل ، وابتلوا بالقدر ولا يحبونكم بمقتضى الحجاب والبقاء في ظلمة | النفس وتضاد الطبع . | | ! 2 < وتؤمنون بالكتاب > 2 ! أي بجنس الكتاب ! 2 < كله > 2 ! لشمول علمكم التوحيدي ، ولا | يؤمنون للتقيد بدينهم والاحتجاب بما هم عليه ! 2 < وإذا لقوكم قالوا آمنا > 2 ! لنفاقهم | المستجلب لأغراضهم العاجلة ! 2 < وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ > 2 ! نحقدهم | الذاتي وبغضهم الكامن والباقي ظاهر . | | [ تفسير سورة آل عمران من آية 120 إلى آية 125 ] | | ! 2 < وإن تصبروا > 2 ! على ما يبتليكم الله به من الشدائد والمحن والمصائب ، وتثبتوا | على مقتضى التوحيد والطاعة ! 2 < وتتقوا > 2 ! الاستعانة بهم في أموركم والالتجاء إلى | ولايتهم ^ ( ولا يضركم كيدهم شيئاً ) ^ لأن المتوكل على الله ، الصابر على بلائه ، | المستعين به لا بغيره ، ظافر في طلبته ، غالب على خصمه ، محفوظ بحسن كلاءة ربه ، | والمستعين بغيره مخذول موكول إلى نفسه ، محروم عن نصرة ربه . كما قال الشاعر : |