@ 142 @ | الاستقامة ، أي منهم أهل التوحيد والاستقامة ! 2 < وما يفعلوا من خير فلن يكفروه > 2 ! أي : | كل ما يصدر منكم مما يقربكم عند الله يتصل به جزاؤه ومنه لن تحرموا شيئاً منه . قال | الله تعالى : ' من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه | باعاً ، ومن أتاني مشياً أتيته هرولة ' . . . . الحديث . وقال تعالى : ' أنا جليس من ذكرني ، | وأنيس من شكرني ، ومطيع من أطاعني ' أي : كما أطعتموه بتصفية الاستعداد والتوجه | نحوه ، أطاعكم بإفاضة الفيض على حسبه والإقبال إليكم ! 2 < والله عليم > 2 ! بالذين اتقوا ما | يحجبهم عنه فيتجلى لهم بقدر زوال الحجاب . | | ! 2 < مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا > 2 ! الفانية ولذاتها السريعة الزوال ، طلباً | للشهوات أو رياء وسمعة في المفاخر ، وطلب محمدة الناس ، لا يطلبون به وجه الله ، | وما تهلكه وتفنيه بالكلية من ريح هوى النفس التي فيها برد دنياتكم الفاسدة وأغراضكم | الباطلة كالرياء ونحوه ! 2 < كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم > 2 ! بالشرك | والكفر ! 2 < فأهلكته > 2 ! عقوبة من الله لظلمهم ! 2 < وما ظلمهم الله > 2 ! بإهلاك حرثهم ! 2 < ولكن > 2 ! | كانوا أنفسهم يظلمون لأنه مسبب عن ظلمهم ، كما قيل : مهلاً فيداك ، وكتا وفوك | نفخ . | | [ تفسير سورة آل عمران آية 118 ] | | ! 2 < لا تتخذوا بطانة من دونكم > 2 ! بطانة الرجل صفيه وخليصه الذي يبطنه ويطلع | عليه أسراره ، ولا يمكن وجود مثل هذا الصديق إلا إذا اتحدا في المقصد واتفقا في | الدين والصفة ، متحابين في الله لا لغرض كما قيل في الأصدقاء : نفس واحدة في | أبدان متفرقة ، فإذا كان من غير أهل الإيمان فبأن يكون كاشحاً أحرى . ثم بين نفاقه | واستبطانه العداوة بقوله : ! 2 < لا يألونكم خبالا > 2 ! إلى آخره ، إذ المحبة الحقيقية الخالصة | لا تكون إلا بين الموحدين ، لكونها ظل الوحدة فلا تكون بين المحجوبين لكونهم في | عالم التضاد والظلمة . فأين الصفاء والوفاق في عالمهم ؟ بل ربما تتآلفهم الجنسية | العامة الإنسانية لاشتراكهم في النوع والمنافع والملاذ واحتياجهم إلى التعاون فيها ، فإذا | لم تتحصل أغراضهم من النفع واللذة تهارشوا وتباغضوا وبطلت الإلفة التي كانت | بينهم ، لكونها مسببة عن أمر قد تغير إذ النفس منشأ التغير والمنافع الدنيوية لا تبقى | بحالها ، واللذات النفسانية سريعة الانقضاء فلا تدوم المحبة عليها بخلاف المحبة | الأولى ، فإنها مستندة إلى أمر لا تغير فيه أصلاً ، هذا إذا كانت فيما بينهم ، فكيف إذا | كانت بينهم وبين من يخالفهم في الأصل والوصف ؟ وأنى يتجانس النور والظلمة ؟ |