@ 36 @ | ويده التي بها يبطش ، ورجله التي بها يمشي ) ) فخداعهم لله وللمؤمنين إظهار الإيمان | والمحبة ، واستبطان الكفر والعداوة ، وخداع الله والمؤمنين إياهم مسالمتهم وإجراء | أحكام الإسلام عليهم بحقن الدماء وحصن الأموال وغير ذلك ، وادخار العذاب الأليم | والمآل الوخيم ، وسوء المغبة لهم وخزيهم في الدنيا لافتضاحهم بإخباره تعالى | وبالوحي عن حالهم لكن الفرق بين الخداعين أن خداعهم لا ينجح إلا في أنفسهم | بإهلاكها وتحسيرها وإيراثها الوبال والنكال بازدياد الظلمة والكفر والنفاق واجتماع | أسباب الهلكة والبعد والشقاء عليها ، وخداع الله يؤثر فيهم أبلغ تأثير ويوبقهم أشد | إيباق ، كقوله تعالى ^ ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين : [ آية 54 ] [ آل عمران ، الآية : | 54 ] وهم من غاية تعمقهم في جهلهم لا يحسون بذلك الأمر الظاهر . | [ آية 10 - 11 ] | ^ ( في قلوبهم مرض ) ^ أي شك ونفاق تنكير المرض . وإيراد الجملة الظرفية | إشارة إلى عروض المرض واستقراره ورسوخه فيها كما أشرنا إليه في التقسيم ، وإلا | لقال قلوبهم مرضى أو موتى . ^ ( فزادهم الله مرضا ) ^ أي : آخر حقداً وحسداً وغلاً | بإعلاء كلمة الدين ، ونصرة الرسول والمؤمنين ، والرذائل كلها أمراض القلوب لأنها | أسباب ضعفها وآفتها في أفعالها الخاصة ، وهلاكها في العاقبة . وفرق بين العذابين | بالألم للمنافقين ، والعظم للكافرين ، لأن عذاب المطرودين في الأزل أعظم فلا | يجدون شدة ألمه لعدم صفاء إدراك قلوبهم ، كحال العضو الميت ، أو المفلوج | والخدل بالنسبة إلى ما يجري عليه من القطع والكي وغير ذلك من الآلام . وأما | المنافقون فلثبوت استعدادهم في الأصل وبقاء إدراكهم يجدون شدة الألم فلا جرم كان | عذابهم مؤلماً مسبباً عن المرض العارض المزمن الذي هو الكذب ولواحقه . | | وإذا نهوا عن الإفساد في الأرض ، أي في الجهة السفلية التي هي النفوس وما | يتعلق بها من المصالح بتكدير النفوس ، وتهييج الفتن والحروب ، والعداوة والبغضاء | بين الناس ، أنكروا وبالغوا في إثبات الإصلاح لأنفسهم ، إذ يرون الصلاح في تحصيل | المعاش وتيسير أسبابه ، وتنظيم أمور الدنيا لأنفسهم خاصة ، لتوغلهم في محبة الدنيا | وانهماكم في اللذات البدنية ، واحتجابهم بالمنافع الجزئية ، والملاذ الحسية عن | المصالح العامة الكلية ، واللذات العقلية ، وبذلك يتيسر مرادهم ، ويتسهل مطلوبهم | وهم لا يحسون بإفسادهم المدرك بالحس . | | وإذا دعوا إلى الإيمان الحقيقي ، كإيمان فقراء المسلمين والصعاليك المجردين ، |