@ 35 @ | [ آية 6 - 9 ] | ! 2 < إن الذين كفروا > 2 ! - إلى قوله - ! 2 < عظيم > 2 ! هم الفريق الأول من الأشقياء الذين | هم أهل القهر الإلهي لا ينجح فيهم الإنذار ولا سبيل إلى خلاصهم من النار ، أولئك | حقت عليهم كلمة ربك أنهم لا يؤمنون ، وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا | أنهم أصحاب النار ، سدت عليهم الطرق ، وأغلقت عليهم الأبواب ، إذ القلب هو | المشعر الإلهي الذي هو محل الإلهام ، فحجبوا عنه بختمه . والسمع والبصر هما | المشعران الأنسيان ، أي الظاهران اللذان هما بابا الفهم والاعتبار ، فحرموا عن | جداوهما لامتناع نفوذ المعنى فيهما إلى القلب ، فلا سبيل لهم في الباطن إلى العلم | الذوقي الكشفي ولا في الظاهر إلى العلم التعلمي والكسبي ، فحسبوا في سجون | الظلمات ، فما أعظم عذابهم . | ! 2 < ومن الناس من يقول آمنا > 2 ! هم الفريق الثاني من الأشقياء ، سلب عنهم الإيمان | مع ادعائهم له بقولهم ! 2 < آمنا بالله > 2 ! لأن محل الإيمان هو القلب لا اللسان . ^ ( قالت | الأعراب إمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمن في قلوبكم ) ^ [ الحجرات ، | . الآية : 14 ] . ومعنى قولهم : ! 2 < آمنا بالله وباليوم الآخر > 2 ! ادعاء علمي التوحيد والمعاد | اللذين هما أصل الدين وأساسه أي لسنا من المشركين المحجوبين عن الحق ولا من | أهل الكتاب المحجوزين عن الدين والمعاد ، لأن اعتقاد أهل الكتاب في باب المعاد | ليس مطابقاً للحق . واعلم أن الكفر هو الاحتجاب ، والحجاب إما عن الحق كما | للمشركين وإما عن الدين كما لأهل الكتاب ، والمحجوب عن الحق محجوب عن | الدين الذي هو طريق الوصول إليه ضرورة ، وأما المحجوب عن الدين فقد لا يحجب | عن الحق ، فهؤلاء ادعوا رفع الحجابين معاً فكذبوا بسلب الإيمان عن ذواتهم ، أي | ليسوا بمؤمنين ما داموا إياهم يخادعون . المخادعة استعمال الخدع من الجانبين ، وهو | إظهار الخير واستبطان الشر . ومخادعة الله مخادعة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله : ! 2 < من يطع الرسول فقد أطاع الله > 2 ! [ النساء ، الآية : 180 ] ، وقوله تعالى : ! 2 < وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى > 2 ! [ الأنفال : الآية : 17 ] ولأنه حبيبه . | | وقد ورد في الحديث : ( ( لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا | أحببته كنت سمعه الذي به يسمع ، وبصره الذي به يبصر ، ولسانه الذي به يتكلم ، |